توفر بوابة من العاصمة الإخبارية نص خطبة اليوم الجمعة 12-1-2024، حيث أعلنت وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة، تحت عنوان: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ».
نص خطبة اليوم الجمعة
الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ ، أمَّا بعدُ ،،،
(1) الإسلامُ يحثُّ على عمارةِ المساجدِ، والتجملِ عندَ دخولِهَا:
عندمَا هاجرَ سيدُنَا رسولُ اللهِ ﷺ إلى المدينةِ كان مِن أوائلِ الأعمالِ التي قامَ بهَا إنشاءُ المسجدِ كي يكونَ الجامعةَ التي يتخرجُ منهَا الصحابةُ، ويتعلمونَ فيهِ كلَّ شيءٍ، ولِمَا لهُ مِن أهميةٍ ومكانةٍ في حياةِ الفردِ والمجتمعِ، وهي أحبُّ الأماكنِ إلى اللهِ، وأنقَى بقاعِ الأرضِ، وأطهرُ ساحاتِ الدنيا، فعنْ جُبَيْرٍ: «أنَّ رَجُلًا قَالَ: أَيُّ الْبُلْدَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْبُلْدَانِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ جِبْرِيلَ فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ أَحَبَّ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ الْمَسَاجِدُ وَأَبْغَضَ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ الْأَسْوَاقُ» (أحمد والبزار)، فمنهَا شعَّ نورُ الدعوةِ إلى اللهِ، وفيها تُزكَّى الأنفسُ، وتهدأُ القلوبُ، وترتاحُ الأرواحُ.
وقد أمرَ اللهُ- سبحانَهُ- بإقامتِهَا وعمارتِهَا على أكملِ وجهٍ، فقالَ ربُّنَا:﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾، وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟ أَيْنَ جِيرَانِي؟ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا، وَمَنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَاوِرَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ؟” (مسند الحارث، إسناده جيد)، وشهدَ لأهلِهَا بالإيمانِ والصلاحِ، ووصفَهُم بوصفِ الرجولةِ، فقالَ سبحانَهُ:﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾، وقال ﷺ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» (متفق عليه)، ورغّبَ رسولُنَا ﷺ في تشيدِهَا والقيامِ عليهَا فقَالَ ﷺ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (ابن ماجه)، ولنفقهْ أنَّ الحديثَ هنا قد جاءَ مِن بابِ “إطلاقِ الكلِّ، وإرادةِ الجزءِ”، فالمساهمُ مع غيرهِ في بناءِ مسجدٍ، والمجددُ لهُ، والمتعهدُ بصيانتِهِ، ومَن أدخلَ توسعةً عليهِ يكونُ داخلًا في الحديثِ، ألَا فليشاركْ المتبرعُ بمَا يقدرُ عليهِ صغيرًا كان أو كبيرًا، مالًا أو جُهدًا … إلخ .
وبناءُ المساجدِ مِن الأعمالِ التي يجرِي أجرُهَا للعبدِ بعدَ مَا ينقطعُ عملُهُ بالموتِ، قال ﷺ: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ» (رواه البزار بإسناد حسن) .
نص خطبة اليوم الجمعة 12-1-2024 صور
و يمكنكم الإطلاع علي نص الخطبة كامل من خلال الصور التالية: