مع بداية أي عام ميلادي جديد، تمتلئ كافة الشوارع في أغلب الدول بأشجار الكريسماس، والنجوم وأنوار وزينة الميلاد، كمراسم احتفال باستقبال العام الجديد، وتختلف احتفالات العالم، إلا أن جميعها تتفق على تواجد أشجار الكريسماس، التي تغطي جميع الشوراع والميادين.
تاريخ شجرة الكريسماس
يرجع تاريخ قصة شجرة الكريسماس إلى القرن الثامن الميلادي، وبالتحديد خلال عام 727م، في عهد البابا بونيفاسيوس، بابا الفاتيكان آن ذاك، حيث كانت تغطي ألمانيا أشجار الصنوبر، تزامنًا مع انتشار عبادة إله الثور، وكان الألمانيون يعبدونه كإله للغابات.
وعادة القبائل الألمانية الوثنية لإله الثور وقتها، كانت تزيين الأشجار الصنوبرية، بجانب تقديم ضحية بشرية جديدة في نهاية كل عام، ويشترط أن يكون الضحية طفلًا من أبنائهم.
شجرة الكريسماس واعتناق القبيلة للديانة المسيحية
خلال تلك الفترة توجه البابا بونيفاسيوس، إلى القبيلة، ورآهم يحضرون طفلًا جديدًا للتضحية به كعادتهم، وربطوه على الشجرة، لتأدية طقوس قربان إله الثور، وفي ذلك الوقت تدخل البابا مباشرةً لإنقاذ الطفل الصغير، وخطب فيهم خطبة دينية، إلى أن اعتنق الكثير منهم الديانة المسيحية.
قام بعد ذلك البابا بونيفاسيوس بقطع تلك الشجرة، ونقلها إلى أحد المنازل، بهدف تخليد ذكرى حادثة إنقاذ الطفل، واعتناق القبيلة للديانة المسيحية، وأشار البابا، إلى أن تلك الشجرة ترمز إلى ميلاد السيد المسيح، الذي قام بفداء البشرية، خلال صلبه وموته وإقامته، حتى إنقاذها من الهلاك.
وبعدها انتشرت فكرة شجرة الصنوبر، من ألمانيا إلى الدول الأوروبية والغربية، حتى سادت جميع بقاع الأرض، واعتاد الناس تزيينها بالأنوار والألوان، بجانب وضع نجم كبير مضيء فوق أعلى نقطة للشجرة، والذي يرمز إلى النجم الذي أرشد المجوس إلى مكان الطفل يسوع في مزود ببيت لحم في أورشليم.
أكبر شجرة كريسماس في القصر الملكي ببريطانيا
تعد بريطانيا أولى الدول، التي احتفلت بعيد الميلاد عن طريق وضع شجرة في الشوراع، حيث قامت بوضع أكبر شجرة في عام 1840م، ووضعتها في القصر الملكي، في عهد الملكة فيكتوريا، وبعد ذلك انتشرت فكرة تشييد أشجار الميلاد الضخمة، في الشوارع والميادين، بجميع دول العالم.
في أول الأمر، كانت الأشجار تقطع من الصنوبرية الطبيعية منها، ولكن مع مرور الزمن، وحفاظًا على البيئة، تم تصنيعها بأشكال وأحجام مختلفة.