بعد مفاوضات وصلت لأكثر من 20 يومًا أنتهى الجدل حول تعيين سفير الولايات المتحدة الجديد في إسرائيل، ليستقر مجلس الشيوخ على تعيين جاكوب لو وسط معارضة من نواب الكونجرس الأمريكي من حزب الجمهوري لتورطه في الاتفاق النووي مع إيران في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما فهو معروف بمهندس الصفقة الغربية مع حكومة طهران.
من هو جاك لو السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل؟
يهودي أمريكي وصل إلى البيت الأبيض مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأصبح كبير الموظفين عام 2012 ثم وزير الخزانة الأمريكية من 2013 إلى 2017.
دفع به باراك أوباما لتأمين مصالح إسرائيل عبر اتصالات سرية مع طهران وإغراءهم بصفقة الاتفاق النووي الإيراني مقابل إيقاف ممارسات ونشاط الحرس الثوري داخل المنطقة العربية وبالتحديد في دول الجوار إسرائيل سوريا ولبنان والسيطرة على حلفاءهم من أجل شرق أوسط جديد تتقاسم فيه المصالح بالتزامن مع ثورات الربيع العربي.
عرف عن جاك أو جاكوب وهو الأسم العبري له بمسؤول بشكل مباشر من بين موظفي البيت الأبيض على أمن وسلامة إسرائيل والاتصالات مع حكومة تل أبيب وتوفير الدعم المالي لها عبر شبكة علاقاته الواسعة كخبير اقتصادي معروف في عالم المال والأعمال داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد رحيل أوباما ومجئ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اختفى دوره بشكل ظاهري إلا أنه عائد بقوة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
تميز بعلاقاته الشديدة مع قيادات إدارة بايدن، ومع الحزب الديمقراطي الأمريكي ونوابه داخل الكونجرس الأمريكي التي رجحت ترشيحه من بين 3 مرشحين ليتولى مسؤولية سفير الولايات المتحدة الأمريكية في الظروف الحالية ليخلف السفير الأمريكي السابق توم نايدس.
تم ترشيح جاك لو أو جاكوب لو من قبل الرئيس جو بايدن لهذا المنصب في 5 سبتمبر، قبل شهر واحد من إطلاق حماس عملية طوفان الأقصى داخل إسرائيل، وضرب سمعة الجيش الإسرائيلي.
وقد تم تثبيت لو من قبل مجلس الشيوخ بأغلبية 53 صوتًا مقابل 46، وسط معارضة الحزب الجمهوري الذي ينظر إلى جاكوب بأنه المتورط في صفقة باراك أوباما في الاتفاق النووي الإيراني.
وفي المقابل يتخوف بنامين نتنياهو من جاكوب كسفير أمريكا الجديد لدى إسرائيل بسبب نظرته لنتنياهو بالفاشل والعاجز عن حماية الإسرائيليين والفاسد الذي يلاحقة تهم فساد عديدة، وصرح بذلك في وسائل إعلام إسرائيلية أن علاقته ليست جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
جاك لو قال في مقابلات إعلامية طالب بسقوط حكومة نتنياهو صراحة ووصفه بالمستفز في قراراته وتصريحاته.
وسبب عداء جاك لو مع نتنياهو هو معارضة الأخير عام 2015 للاتفاق النووي الإيراني وإلقاء جلسة في الكونجرس الأمريكي ضد إدارة باراك أوباما الذي كان يعمل على إتمامه، في حين أنه يري أنه سيساهم في تحجيم نشاط إيران وحلفاءها في المنطقة مما يجعل إسرائيل أكثر أمنًا.
جاك لو أو جاكوب ليو له تاريخ في التقرب من المنظمات اليهودية العالمية (الصهيونية) والداعم لإسرائيل ويؤمن أن الإسرائيليين عليهم الوقوف خلف الإدارة الأمريكية كحامية دون معارضتها.
جاك لو يقف في صف ضرورة إيجاد حل يحمي الإسرائيليون في الصراع العربي الإسرائيلي بحل الدولتين يعيش فيها الفلسطينيين والإسرائيليين للقضاء على معاناة إسرائيل وإيجاد فرصة للنمو والتنمية.
ولخص جاكوب رؤيته في أزمة الصراع العربي الإسرائيلي أثناء معارضته اعتراف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل حيث قال:«أنا مهتم بالحصول على أمن دائم لدولة إسرائيل الديمقراطية، فلا يوجد طريق سوى مسار حل الدولتين، ومعارضة نتنياهو وحكومته لهذا يعني أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية، هذه ليست إسرائيل التي أريد أن يحبها أحفادي».
أول تصريحات لجاك سفير الولايات المتحدة في إسرائيل
قال لو عقب هجوم 7 أكتوبر :«سأبذل قصارى جهدي لإنهاء الهجمات المروعة التي تشنها حماس وضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها. ولن أدخر أي جهد في العمل على مساعدة المواطنين الأميركيين الأسرى الآن على العودة إلى ديارهم بأمان».
وأضاف لو في بيانه الافتتاحي في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 18 أكتوبر: «سأعمل على سلام دائم من خلال حل الدولتين عن طريق التفاوض للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعلى نطاق أوسع، البناء على اتفاقيات إبراهيم»، في إشارة إلى جهود إدارة ترامب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية .
أسباب اختيار جاكوب لو سفيرًا أمريكيًا لدى إسرائيل
أبدى عدد كبير من الخبراء اختيار جاكوب سبب علاقاته وإشرافه على الاتصالات داخل البيت الأبيض مع طهران، الأمر الذي يساهم في تحييد حلفاء إيران في معركتها مع إسرائيل على الأقل واستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين.
والبعض ذهب أن اتصالاته يمكن أن تعمل على التهدئة الأمريكية غير راغبة في التورط في صراعات الشرق الأوسط والتركيز على الخطر الصيني والروسي خاصة وأن فتح جبهة جديدة ليست في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاءهم في دول الخليج العربي.
ويمكن عن طريق إيران تهدئة حماس ووقف الصراع العسكري الدائر الآن، واستكمال مخطط الاتفاق الإبراهيمي، خاصة وأن حكومة طهران عي الممول الأول لحماس.
اقرأ أيضًا:
من أبوعبيدة إلى نتنياهو: أمامك 20 عاما.. واستعد لـ طوربيد “العاصف”
خلال مؤتمر نتنياهو.. إسرائيل تستهدف 3 مستشفيات في غزة
أنت دفعت مصر للحرب .. أسرار الحوار الساخن بين أبو الغيط وكيسنجر (فيديو)