مائير بن شبات.. في قصر الملكي في المغرب وأمام الملك محمد السادس فوجئ الجميع بأحد أعضاء الوفد الأمريكي الإسرائيلي يتحدث بطلاقة باللهجة المغربية يحمد الله على مد العمر لرؤية السمو الملكي داعيًا له بالخير دائما.. أنه مائير بن مخلوف بن شبات، رئيس المجلس القومي الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي السابق، ورسول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في صفقات التطبيع ووصفته الصحف العبرية بأهم مهندسي اتفاق إبراهيم.
مائير بن شبات .. العديد من الأجهزة الاستخبارات في دول العالم تعرفه فهو راسم الخطط للحكومة الإسرائيلية وعضو أي وفد رسمي إسرائيلي مغادر تل أبيب لزيارة دولة عربية أو الولايات المتحدة، واعتمدت عليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مرافقة مستشاره الرئيسي وصهره جارد كوشنر، في تنفيذ مخطط التطبيع مع الدول العربية لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد غير معادي لإسرائيل وحائط صد للنفوذ الإيراني بالمنطقة.
تم تعين ابن #المغرب🇲🇦 البار #مئير_بن_شبات في منصب رئيس معهد الاستراتيجية و الأمن القومي الإسرائيلي و هو معهد أبحاث مستقل و أحد المراجع و المصادر التي يستند عليها الموساد و باقي الجهاة الأمنية للمساهمة في استقرار و نماء دولة #إسرائيل🇮🇱 كل التوفيق و السداد pic.twitter.com/vTrrpseW3K
— 🇲🇦🦁عبد الرزاق اشعاوي🇲🇦🦁 (@alrzaq_ash) March 6, 2023
من هو مائير بن شبات؟
للأجابة على هذا السؤال علينا أن خلفية هذا الرجل الذي عاش وسط العرب ويعرف العادات والتقاليد فهو بن خاخام يهودي مغربي يدعى مخلوف بن شبات هاجر إلى إسرائيل عام 1966 وعاش في ديمونا، ودرس في مدرسة يشيڤا أهل شلومو في بئر سبع، متزوج وله أربعة أولاد، ثم التحق بجامعة بار إيلان وتخرج بتقدير امتياز في العلوم السياسية.
مثل أي إسرائيلي شاب التحق بالجيش الإسرائيلي وفي عام 1989، لخبرته في التعامل مع العرب تم تجنيده في الشاباك وهو جهاز استخباراتي داخلي، وبرع فيه وتدرج في عده وظائف قيادية منها أهمها المتعلق بالتعامل مع حركة حماس الفلسطينية ومراقبة أنشطتها في الوطن العربي وبالأخص قطر وتركيا من خلال تولي رئيس قسم مكافحة الإرهاب والتجسس ورئيس الشاباك في المنطقة الجنوبية وهي المنطقة الحدود مع قطاع غزة.
بسبب تطرفه الشديد وقربه من التيار اليميني المؤمن بالتوسع الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين، قدم في عام 2017 خطة عرفت داخل الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية باسم خطة الطرد اعتمدت على التقرب من الدول العربية واستكمال مخطط التطبيع ثم طرد الفلسطينيين وإحلال مستوطنين جدد، وأعجبت تلك الخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو الذي أرسله في مهمة صعبة لإقناع الإدارة الأمريكية مع اللوبي اليهود بضرورة تنفيذ خطة عاجلة لفرض شرق أوسط جديد معادي للنشاط الإيراني في المنطقة وخدمة المصالح الأمريكية أمام توسع النفوذ الصيني الروسي.
دور مائير بن شبات في صفقات التطبيع (اتفاق إبراهيم)
نجح مائير بن شبات في شد انتباه صهر الرئيس الأمريكي ترامب اجارد كوشنر – الذي تولي منصب مستشار الرئيس الأمريكي، الذي انضم إليه لإقناع دوائر السياسية الأمريكية الصانعة للقرار باعتماد خطة الطرد وإقناع قادة العرب بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، والأردن لتكون إسرائيل دولة عبرية كاملة دون السكان الأصليين العرب.
وفي منتصف أغسطس 2017، بدأ العمل مستشارًا للأمن القومي ونائباً لرئيس مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء، وفي نوفمبر 2017، وافقت الحكومة على تعيينه رئيسًا لمجلس الأمن القومي لكنه استقال في عام 2022 ليشغل رئاسة أهم المراكز البحثية الاستراتيجية التابعة لجهاز المخابرات الموساد الإسرائيلي التي يستند إليها في قراراته وهو معهد ميسجاف لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية.
بداية تنفيذ مخطط مائير بن شبات – تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء
وفي أحد المقابلات الإعلامية كشف مائير بن شبات في 2017، أن فكرته تعتمد على إيجاد وحدة عربية إسرائيلية ضد النفوذ الإيراني تضمن بها تل أبيب التخلص من حركات المسلحة في لبنان وقطاع غزة الموالية لطهران، مستغلًا تخوف الدول الخليجية من التمدد الإيراني في اليمن عن طريق دعم الحوثيين والعراق عن طريق الحشد الشعبي.
ومن هنا تم تكليفه رسميًا بالعمل على خطة اتفاقيات إبراهبم التي بدأت 2017 وكان بن شبات أحد مهندسي اتفاقيات إبراهيم وترأس وفود إسرائيل الرسمية إلى الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، كرئيس لمجلس الأمن القومي، وأدار الحوار الاستراتيجي الإسرائيلي مع الولايات المتحدة وحصل على جائزة وزارة الدفاع الأمريكية عن الخدمة الممتازة للجمهور وهي أعلى جائزة تمنحها وزارة الدفاع لمواطن غير أمريكي لـ«قيادة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى آفاق تاريخية وإنجازات غير مسبوقة».
وفي الإمارات تحديدًا وفي أكتوبر 2020، صاحب شبات وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين ومسؤولين إسرائيليين وأمريكيين آخرين في أول وفد تجاري رسمي إلى الإمارات ثم سافر مع وفد إسرائيلي إلى البحرين حيث شارك في اجتماع مع ممثلي وزرات الدفاع الأمريكي والبريطاني والفرنسي وألماني في المنامة مع ممثلي من وزرات الدفاع دول الخليج لمناقشة خطر حلفاء إيران في المنطقة والتنسيق في عمل مناورات عسكرية مشتركة.
رؤية مائير بن شبات عن اتفاق إبراهيم 2017 – 2021
غاية مهمة ولكن ليس بأي ثمن هو تصريح يلخص رؤية شبات عن اتفاقات إبراهيم مع السعودية والمغرب والإمارات والبحرين، فهو يرى أن التطبيق يخدم مصالح الجميع أمريكا والخليج والمغرب لإيقاف المخطط الروسي الصيني الإيراني في رسم خريطة عالم جديدة وإزالة الولايات المتحدة في دور الزعامة والشرطي.
وتدور فكرة شبات أن السعودية ستظل العدو الأول لإيران مهما كانت إغراءات المقدمة من طهران للعودة العلاقات ورغم الزيارات المتبادلة بينهم فهو يري أن الخلافات بينهما أكبر من التقارب، لذا اعتمد اتفاق إبراهيم على جعل الرياض مركز دولي يربط أوروبا وإفريقيا وآسيا، بمساعدة ومساندة إسرائيل لإحداث أكبر ثورة تجارية عالمية.
وخاب أمل شبات تمسك السعودية بما وصف بالثمن الباهظ في حل عادل للقضية الفلسطينية في الدولتين وهو ما اعتبرته تل أبيب تنازل كبير وغير ممكن تحقيقه في وجود حركات إسلامية تعتمد في بث الكراهية ضد اليهود عموما وإسرائيل.
مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء 2023
في 7 أكتوبر 2023 أطلقت حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة عملية طوفان الأقصى التي أثبتت فشل الدفاعات الإسرائيلية في صد أي هجوم عسكري ضد أراضيها وظل حركة حماس مسيطرة على المستوطنات في غلاف غزة وأسرت العديد من الجنود الأمر جعل الإسرائيليين يصفون حكومتهم بالعاجز والفاشلة وهنا تدخل منقذ نتنياهو مائير بن شبات للتدخل وقدم للرأي العام الإسرائيلي مخطط تعمل عليه الدولة في تهجير السكان من غزة إلى سيناء، وكشف في ملحض نشرته وسائل إعلامية موالية للحكومة بالخطة الكبرى لنزع أثار الهزيمة تعتمد على إخلاء القطاع على مراحل والضغط على الأهالي من أجل عبورهم إلى داخل سيناء وهو ما أوقفته مصر لتعلن رفض تصفية القضية الفلسطينية على حسابها.
اقرأ أيضًا:
معهد بحوث إسرائيلي يكشف خطة تهجير سكان غزة إلى سيناء
أرضنا مش سداح مداح.. أحمد موسى يكشف مخطط تهجير الفلسطينيين لسيناء