من مرتبك و"سعر الذهب"..اختار العام الذي كنت تتمني أن تعيش فيه

كتبت: كارما وليد

وفقا لعيار ٢١..انخفاض القيمة الشرائية للحد الأدنى لرواتب المصريين٦.٦ مرة عن عام ١٩٥٢

٦.٦ مرة هى مقدار انخفاض سعر القيمة الشرائية لمرتبات المصريين، اليوم، لسلعة الذهب عيار ٢١، _ وهو الذهب الأكثر شعبية للمصريين _ ، مقارنة بقدرة راتبه وفقا للحد الادني لعام ١٩٥٢ ، رغم زيادة قدرته الشرائية لعملة الدولار، وهى العملة الأهم عالميا.

من خلال تحليل البيانات التى رصدناها والخاصة بالحد الادني للرواتب منذ عام ١٩٥٢ ، وقدرتها علي شراء عدد من جرامات الذهب عيار ٢١، وفقا لسعر الذهب انذاك، اكتشفنا أن القوة الشرائية للعامل محدود الدخل لعام ١٩٥٢ تكفيه لشراء ٨.٣٠ جرام، وهو ما يعنى أن هذه الجرامات من الذهب تساوي بسعر اليوم ٢٣٢٤٠ جنيها.
ومع تحديد الحد الادني للاجور في أبريل الجاري بمبلغ ٣٥٠٠ جنيها، باجمالى راتب سنوات ٤٢ الف جنيها عن عام(٣٠ ابريل ٢٠٢٣ _٣٠ أبريل ٢٠٢٤)ى وهو ما يعنى ان قدرة راتبه الشرائية في عام اقل من قدرة راتبه خلال شهرين في عام ١٩٥٢. والتى تصل ١٠ جنيهات .

ما هى قدرة الحد الادنى للرواتب، خلال الشهر الجاري، أبريل لعام ٢٠٢٣ على اقتناء الذهب، أو تحويله لعملة الدولار مقارنة بالاعوام الماضية؟ سؤال حاولنا الإجابة عنه عبر تحليل البيانات الرسمية ورصد سعر صرف العملة وفقا للبنك المركزى والمواقع الاقتصادية الكبري، وإعلانات محلات الصاغة واعلانات صرف العملة.

حيث اكتشفنا انه يلزم للمواطن المصري زيادة حد راتبه من الحد الادني الحالى والبالغ قيمته ٣٥٠٠ جنيه ٦.٦ مرة ليصبح قادر على شراء ٨.٣٠ جرام ذهب، والتى تساوى قيمتها الحالية ٢٣٢٤٠ جنيها دون ضريبة الدمغة أو المصنعية، وهو ما يعنى أن ٥ جنيه عام ١٩٥٢ تساوى ٢٣٢٤٠ جنيها في أبريل ٢٠٢٣.

مع اندلاع ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢، أعلنت حكومة الثورة عن تحديد الحد الادنى للاجور بقيمة ١٨ قرشا كأجرة يومية، ليتراوح راتب العامل الشهرى ما بين أن يكون الحد الأدنى للعاملين ١٨ قرشا يوميا ٤٦٨ _ ٥٤٠ قرشا، فيما كان سعر جرام الذهب وقفا لإعلان احد أشهر محلات المصوغات وقتها ٦٥ قرشا، فى الوقت الذي بلغ سعر الدولار ٠.٣٨ قرشا.

ومع الاخذ في الاعتبار أن متوسط سعر العامل وفقا للحد الادني ٥٠٠ قرش، أو ٥ جنيه، فإنه تصبح القيمة الشرائية للحد الادني للعامل المصري عام ١٩٥٢ ٨.٣٠ جرام من الذهب، رغم كون راتبه لا يتعدي ال١٤.٢ دولار.
واذا ما قدرنا قيمة ال ٨.٣٠ جرام ذهب بسعر اليوم، فنجد أن الحد الادني لرواتب عام ١٩٥٢ والبالغ قيمتها ٥ جنيهات تساوي بسعر ذهب اليوم ٢٣٢٤٠ جنيها.

ومع استعداد مصر لحرب النصر١٩٧٣ ، تم تحديد الحد الادني للاجر، خاصة مع تظاهر المصريين ورفع أسعار السلع الغذائية ، بقيمة ٩ جنيهات لعام ١٩٧١ ، في الوقت الذي بلغ متوسط سعر جرام الذهب خلال نفس العام ١٣٠ قرشا، لتصل القسمة الشرائية للحد الادني لرواتب المصريين ٦.٩٢ جرام ذهب من عيار ٢١ .

فيما زادت قيمة الحد الادني للرواتب المصرية مقارنة بسعر الدولار، حيث بلغت ٣٧.٨ دولار.
وبنسبة بسيطة نجد أن راتب الحد الادني لعام ١٩٧١ والبالغ قيمتها ٩ جنيهات، قادرة على شراء ٦.٩٢ جرام، وهو ما يعنى أن ٩ جنيه عام ١٩٧١ تساوى ١٩٣٦٧ جنيها .

مع عام ١٩٨٤ تم سن قانون حكومي القرار الحد الادني لرواتب المصريين والتى بلغت وقتها ٥٣ جنيها، دون الحوافز والعلاوات، في الوقت الذي بلغ سعر جرام ذهب عيار ٢١، بقيمة ١٢ جنيها، لتصبح القوة الشرائية للراتب من هذا الذهب ٤.٤١ جرام، فقط، رغم زيادة قيمة الراتب مقارنة بالعملة الامريكية”الدولار” ليساوي ٨٨ دولار، حيث وصل سعر الدولار ٠.٦٠ جنيه “٦٠قرش”.
واذا ما كان الحد الادني للرواتب عام ١٩٨٤، يمكن صاحبها من شراء ٤.٤١ جرام ذهب، تحتاج أن يتقاضي عامل اليوم ١٢٣٤٨ جنيها.

خلال تسعينات القرن الماضي، حدث الكثير من التحولات الاقتصادية مع تحرير صرف الجنيه المصري في مقابل الدولار، ليتخطى حاجز الجنيه ويصل إلى ١.٥٠ جنيها في عام ١٩٩١، ثم يزيد إلى ٣ جنيهات مع بداية ١٩٩٣ ، إلا أنه مع زيادة الحد الادني للرواتب والذي وصل في عام ٢٠٠٥ الي ٢١٤ جنيها، انخفضت القوى الشرائية للمعدن النفيس حيث وصل قيمة جرام الذهب ٧١.٨٠ قرش، لتصبح القوة الشرائية للراتب الحكومي الادني ما يساوي ٢.٩٨ جراما من الذهب عيار ٢١، كما انخفضت قيمته مقابل الدولار الأمريكي والذي بلغ لأول مرة ٥.٧٥ جنيها، حيث أصبحت قيمته تساوي ٣٧.٢١ دولار.
وبنفس المقياس نجد أن القيمة الشرائية لراتب ٢٠٠٥ والبالغة ٢.٩٨ جرام تساوي القيمة الشرائية للمبلغ ٨٣٤٤ جنيها.

في عام ٢٠١٠ رفع قيادات العمال المصريين دعوى قضائية لزيادة الحد الادني للرواتب، وبالفعل تم تحديد بقيمة ٤٠٠ جنيه، وسط رفض شعبي بسبب وجود مطالبات بأن يصل إلى ٧٥٠ جنيها.

ورغم كونه لم يحقق طموحات المصريين الا انه كان قادر على شراء ٢.٣٦ جرام من الذهب، ويساوي ٦٢ دولار .
واذا ما قدرنا بين القوة الشرائية ل ٤٠٠ جنيه عام ٢٠١٠ والتى تساوى ٢.٣٦ جرام ذهب، نجدها تساوي ٦٦٠٨ جنيها بسعر ذهب اليوم “٢٨٠٠ جنيه”.

ومع اندلاع ثورة يناير ارتفع الحد الادني للاجور ليصل إلى ٧٠٠ جنيها، في الوقت الذي وصل سعر جرام الذهب عيار ٢١، إلى ٢٥٣ جنيها، لتصل القوة الشرائية للراتب ٢.٧٦٦ جرام، وما يساوي ٨٩.٩ دولار.

في عام ٢٠١٤، وصل راتب المصريين الادني إلى ١٢٠٠ جنيها، وسط ترحيب شعبي بالوصول إلى هذه القيمة، لتصبح قوته الشرائية ٤.٣٧ جراما، حيث انخفض سعر جرام الذهب إلى ٢٧٥جنيها، بعد تخطيه حاجه الجنيه ٣٠٠ جنيها عام ٢٠١٣ ، كما وبلغت قيمته ١٧٢.٤ دولار لأول مرة في تاريخه.
وتبلغ قيمة جرامات الذهب ٤.٣٧ جم بسعر اليوم في أبريل ٢٠٢٣ ما يساوي ١٢٢٠٨ جنيها.

ومع الأزمات الاقتصادية العالمية وجائحة كورونا ، اتخذت القيادة السياسية قرارا بزيادة الحد الادني للرواتب إلى ٢٤٠٠ جنيها، إلا أنه مع ارتفاع أسعار الذهب ووصول سعر الجرام إلى ٦٨٠ جنيها، فقد انخفضت القوة الشرائية للحد الادني للرواتب لتصل إلى ٣.٥٢ جرام، رغم زيادة قيمته مقارنة بالدولار حيث بلغ ١٥٠دولارا .

وفي يناير ٢٠٢٢ اتخذت الحكومة المصرية قرارا بزيادة الحد الادني من الرواتب لتصل إلى ٢٧٠٠ جنيها، في الوقت الذي وصل فيه سعر جرام الذهب إلى ٧٩٩ جنيها، لتصل قيمته الشرائية ٣.٣٧٩ جرام ذهب، مع زيادة قيمته فى مقابل الدولار ليساوي ١٧٢.٤١٣ دولار.
وخلالابريل الجاري، فإن القوة الشرائية للحد الأدنى للرواتب في يناير ٢٠٢٢ تساوى القوة الشرائية لمبلغ ٩٤٣٦ جنيها.

وخلال العام الجاري فقد رصدنا الحد الادني في يناير ٢٠٢٣، والذي وصل الى ٣٠٠٠ جنيها، حيث بلغت قوته الشرائية ١.٦٩ جرام ذهب من عيار ٢١، حيث بلغ سعر الجرام ١٦٧٥ جنيها، ويساوي ١٠٠.٧٨ دولار، حيث وصل سعر الدولار ٢٩.٧٤ جنيها.

وخلال امس الأول وتحديدا ٢٨ أبريل، ومع زيادة الحد الادني للرواتب إلى ٣٥٠٠ جنيها للدرجة السادسة من العاملين في القطاع الحكومي، فقد رصدنا أن للقوة الشرائية للراتب ١.٢٥ جرام، حيث بلغ قيمة الجرام ٢٨٠٠ جنيها، فيما بلغت قيمة الراتب ١١٣.٦٣ دولار.

ومن خلال رصد وتحليل البيانات التى وصلنا إليها خلال نصف قرن وتحديدا الفترة من ١٩٥٢ وحتي ٢٨ أبريل ٢٠٢٣ نجد أن القيمة الشرائية من المعدن الاصفر النفيس فقد انخفضت بمقدار ٦.٦ مرة ، رغم ارتفاع قيمتها مقارنة بالعملة الأمريكية بمعدل ٨ مرات .