عاشت الفنانة ميمي شكيب، حياة ارستقراطية منذ طفولتها، فكانت عائلتها من أصول شركسية ثرية، وقضت حياتها في القصور والسرايات، حتى دخلت العالم الفني وعاشت حياة مليئة الصخب.
اسمها الحقيقي أمينة شكيب، ولدت لعائلة ثرية، تعود لأصول شركسية، والدها كان مأمورًا لقسم بوليس حلوان، وجدها ضابطًا بالجيش في عهد الخديوي إسماعيل، أما والدتها فكانت سيدة آرستقراطية تتقن العديد من اللغات منها التركية، الإيطالية، اليونانية والألمانية.
تعليمها
تلقت ميمي تعليمها بمدرسة العائلة المقدسة، وأتقنت اللغتين الفرنسية والإسبانية، وعلى الرغم من الحياة المرفهة التي عاشتها أمينة، إلا أنها لم تشعر بالسعادة بسبب معاملة والدها المتشددة، فكان يمنعها وأختها زوزو شكيب من الخروج للمنزل، إلا من أجل الذهاب للمدرسة فقط.
توفى والدها وهي في الثانية عشر، ودخلت والدتها في صراع عنيف مع أسرة الزوج على الميراث، حيث طلبوا منها تسليم الشقيقتين أمينة وزينب، لكي يتولوا مسئوليتهم، وهو ما رفضته الأم بشكل قاطع، فتم حرمانهم من الميراث، واضطرت الأم للنزول للعمل، حتى تتمكن من الإنفاق على ابنتيها.
زواجها الأول
تزوجت ميمي للمرة الأولى من ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء، وعلى الرغم من أنه يكبرها بنحو عشرين عامًا، إلا أنها وافقت على الزواج منه، ظنًا منها أنها ستعيش حياتها بحرية وانطلاق، وتتمكن بسهولة من الذهاب للسينما، وهو الأمر الذي كان يرفضه والدها بشكل قاطع، إلا أنها فوجئت بأن زوجها أكثر تزمتًا من والدها، حيث منعها من الخروج بشكل نهائي، وتزوج عليها بعد 3 أشهر فقط من الزواج، وتركها في المنزل وحيدة، وحاملًا في طفلها الأول، فلم تتحمل هذه الصدمة، وأصيبت بحالة من الشلل المؤقت، ونُقلت لمنزل والدتها لتلقي العلاج، وبعد شفائها طلبت الطلاق من زوجها، حتى قبل أن تضع طفلها الأول، وعلى الرغم من رفضه في البداية، إلا أنه مع إصرارها على الانفصال، لم يجد حلًا سوى تنفيذ طلبها.
بعد انفصالها فكرت في العمل بالفن، خاصة أنها تعشقه منذ طفولتها، ووجدت فرصتها الأولى من خلال جماعة أنصار التمثيل والسينما، ثم أسست فرقة تمثيلية خاصة بها، وعمل معها عدة فنانين مثل زكي رستم و أحمد علام، وقدمت أول رواية لها من خلال الفرقة وهى «فيوليت»، وعلى الرغم من عدم نجاح الرواية، إلا أنها لم تفقد الأمل، فذهبت مع شقيقتها إلى نجيب الريحاني، فضمهما لفرقته، وفي خلال فترة قصيرة أصبحت ميمي شكيب بطلة الفرقة وأُطلق عليها «دلوعة المسرح».
تهديد الملكة نازلي
دخلت ميمي في أكثر من علاقة عاطفية، منهم أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، الذي أعجب بها ولكن لم تستمر تلك العلاقة كثيرًا، إذ علمت الملكة نازلي بالأمر، فطلبت من الريحاني طرد ميمي شكيب من الفرقة، وعدم استقبال أحمد حسنين، وعندما رفض تنفيذ طلبها، أرسلت له تهديدًا بالقتل، فلم تجد ميمي شكيب حلًا سوى أن تقطع علاقتها بأحمد حسنين، لأنها لا تستطيع منافسة الملكة على حبه.
ارتبطت بالاقتصادي الكبير أحمد عبود باشا الذي أغرقها بالهدايا، وتعددت مغامراتها العاطفية، لكنها تزوجت للمرة الثانية من رجل الأعمال جمال عزت، إلا أن تلك الزيجة لم تستمر، فسرعان ما وقع الانفصال بسبب غيرته الشديدة عليها.
قصة حبها مع سراج منير
قدمت أول أفلامها «ابن الشعب» عام 1934، مع الفنان سراج منير وتحولت قصة الحب في الفيلم إلى قصة حب حقيقية بين ميمي شكيب وسراج منير، ومع نهاية الفيلم، كان سراج منير يطلب من ميمي الزواج، لكن رفضت أسرتها الزواج لرغبتهم في عودتها لزوجها ووالد طفلها، وانفصلا لمدة 3 سنوات، حتى عادا للعمل مرة أخرى سويًا من خلال فيلم «الحل الأخير»، فكرر طلبه مرة أخرى، فوافقت أسرتها هذه المرة، ولكن أسرته هي من عارضت زواجه بشدة، لأنها كانت ترفض زواجه بفنانة، فتوسط الفنان نجيب الريحاني لإقناعهم بالزواج، وعاشا معا 15 حتى وفاة سراج في 1957، إثر إصابته بأزمة قلبية، فقررت ميمي شكيب عدم الزواج من بعده.
بعد رحيل سراج منير دخلت ميمي في حالة من الاكتئاب الشديد رافضة كل مظاهر الحياة، حتى بدأت تخرج وتركز في عملها فقط ورفضت كل من تقدموا للزواج منها.
قضية الرقيق الأبيض
كانت ميمي تقيم حفلات يومية في منزلها، يحضرها عدد من كبار المسئولين في الدولة، وأثرياء مصريين وعرب، وفي أحد أيام شهر فبراير عام 1974، تم القبض عليها، ومعها مجموعة من الفنانات الشابات اللاتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهى القضية التي عرفت باسم «الرقيق الأبيض» وحظيت القضية باهتمام الصحافة، وبعد حوالي 170 يوم من المحاكمة، حصلت ميمي شكيب وباقي المتهمات على البراءة، لعدم ضبطهن في حالة تلبس، حيث تم إلقاء القبض عليها وهي في حالة عادية.
ظلت ميمي شكيب محبوسة طوال فترة المحاكمة، وقيل أنها أصيبت بحالة من الصمم والبكم في السجن، وكانت تبكي طوال الوقت، مؤكدة أنها مظلومة، وأن القضية ملفقة.
براءة ميمي شكيت لم تكن كافية، حيث ظلت تعاني من تلك التهمة، فدخلت مصحة نفسية بضعة أشهر، وبعد خروجها، لم تستطع مواصلة حياتها بشكل عادي، حيث ابتعد عنها المخرجون والفنانون، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.
وفاتها
جاءت نهاية ميمي شكيب، بنفس طريقة نهاية سعاد حسني فقد تم إلقائها من شرفة شقتها بوسط البلد في 20 مايو عام 1983، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها، أنه تم التخلص منها من قبل بعض رجال السياسة، ممن كانوا يشاركون في إدارة شبكتها، وقيدت القضية ضد مجهول.
أعمالها
قدمت ميمي شكيب خلال مشوارها السينمائي ما يقرب من 170 فيلمًا، ومن أشهر أفلامها التي كانت علامة في تاريخها، «دعاء الكروان»، وقد حازت عن دورها في الفيلم جائزة أفضل ممثلة دور ثاني، وفيلم «الحموات الفاتنات»، و«سي عمر» و «ليلى بنت مدارس» و «شاطىء الغرام».
عبد السلام النابلسي..هرب أمواله من مصر في دبدوب وخطف حبيبته ليتزوجها
فريد الأطرش..رفض الزواج من سامية جمال لأنها «فلاحة» وهرب قبل زفافه على شادية
سهير فخري..أحبها سكرتير المشير عامر فأدخل زوجها مشفى الأمراض العقلية