في 6 إبريل 1815، نفي الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرات، إلى جزيرة ألبا الإيطالية، بعد تنازله عن العرش وقبوله بمعاهدة فونتنبلو، تزامنا مع دخول القوات الروسية والبريطانية والنمساوية والبروسية لباريس.
تشائم نابليون في غياب زوجته وابنه، وعدم حصوله على راتبه التقاعدي المقدر بنحو مليوني جنيه الذي وعد لويس الثامن عشر بمنحه إياه حسب البند الثالث من اتفاقية فونتنبلو، وأحس بونابرت بالقلق الشديد عقب سماعه لإشاعات حول استعداد البريطانيين لنقله من منفاه بجزيرة ألبا نحو مكان آخر بعرض المحيط الأطلسي عند جزيرة سانت هيلينا.
حصل نابليون على معلومات حول وجود حالة من الغضب في صفوف الفرنسيين ضد سياسة الملك لويس الثامن عشر الذي نصّبه الحلفاء، بسبب قبوله بكل ما اشترطه المنتصرون وعدم اكتراثه بمعاناة الشعب الفرنسي، ورفض الجيش الفرنسي مساندة الملك للقوات الأجنبية، فقرر نابليون القرار من جزيرة ألبا، والعودة لفرنسا لاستعادة عرشه.
واستغل نابليون بونابرت غياب المسؤول البريطاني بالجزيرة وعتمة الليل ليفر رفقة المئات من المساعدين والجنود وأعلن في بيان أنه سيستعيد عرشه مجددا دون إراقة قطرة دم فرنسية واحدة، وخبر فرار بونابرت من جزيرة ألبا تسبب في حالة من التخبط بباريس. واستقبل الباريسيون الخبر بفرح شديد، بينما رفض أنصار الملك لويس الثامن وعدد من العسكريين الأمر واتجهوا لإرسال الفيلق الخامس بقيادة المارشال ميشال ني الذي عمل سابقا تحت أوامر بونابرت، لإعتراضه وقتله قبل بلوغ باريس.
التقى بونابرت مرفوقا بالعدد القليل من جنوده والأهالي المسلحين بالخناجر والسيوف بالفيلق الخامس الفرنسي بقيادة المارشال ني عند منطقة لافراي وبينما أمر ني أفراد الفيلق الخامس بالتصويب استعدادا لإطلاق النار، أمر بونابرت جنوده بعدم القيام بأية حركة ووضع بنادقهم لجوار أرجلهم، وتقدم بونابرت نحو قوات المارشال ني ونطق جملته الشهيرة قائلا: «جنود الفيلق الخامس أنا إمبراطوركم … إذا كان بينكم واحد يريد قتل إمبراطوره فليقم بذلك».
[ومع إصدار المارشال ني الأوامر بإطلاق النار، ألقى جنود الفيلق الخامس بنادقهم أرضا وانطلقوا نحو بونابرت للترحيب به ومعانقته. وعلى إثر هذه الحادثة، استرد نابليون بونابرت عرشه لفترة وجيزة قدرت مدتها بثلاثة أشهر ويومين. فعقب خسارته لمعركة واترلو يوم 18 يونيو 1815، أجبر الأخير على التنازل عن عرشه مرة ثانية لينفى بشكل نهائي نحو جزيرة سانت هيلينا إلى أن فارق الحياة يوم 5 مايو 1821.