يتساءل الكثير عن حكم تارك الصلاة، خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث يعمل الكثير من المسلمين على التقرب إلى الله.
ولذلك تجيب بوابة من العاصمة الإخبارية خلال السطور التالية علي سؤال: “ما حكم تارك الصلاة؟”.
ما حكم تارك الصلاة؟
قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية فى هذا الموضوع، إن الدين الإسلامي حرص على أدائها، وهي ركن عظيم من أركان الإسلام كالصيام والحج، فكان حكم تارك الصلاة بمثابة الإثم، فهي لا تسقط إلا بغياب العقل غيابًا كاملًا.
كما يقول الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية إن حكم تارك الصلاة محزن، والصلاة مناجاة من العبد لربه عن طريق الذكر والدعاء، واستند في حديثه إلى قول الله تعالى: “قد أفلح المؤمنون.. الذين هم في صلاتهم خاشعون». وترك الصلاة يعد أمر محزن وكبيرة من الكبائر.
حكم تارك الصلاة
ويقول الله سبحانه يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] ويقول سبحانه: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238] ويقول -جل وعلا-: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103].
ويقول النبي ﷺ: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت”. متفق عليه.
ولما سأله جبرائيل عن الإسلام، قال -عليه الصلاة والسلام-: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلًا فالصلاة عمود الإسلام، فمن جحد وجوبها كفر بإجماع المسلمين، فإن كان بعيدًا عن الإسلام في محلات لا تعرف الإسلام بين له، وأقيمت عليه الحجة، وتذكر له الآيات، فإن أصر على جحده وجوبها كفر إجماعًا.
حكم تارك الصلاة
أما الذي بين المسلمين، يسمع القرآن والسنة هذا إذا جحدها كفر.
أما إذا تركها وهو لا يجحد، لكن تكاسل، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر أيضًا، إذا تركها ولو لم يجحد وجوبها؛ لأنها عمود الإسلام.
وقد صح فيها أحاديث تدل على كفر من تركها، ونقل ذلك عبدالله بن شقيق العقيلي عن الصحابة ، أصحاب النبي ﷺ: أنهم كانوا لا يرون شيئًا تركه كفر إلا الصلاة؛ ولقول النبي ﷺ: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة ولقوله ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في صحيحه.
والكفر والشرك إذا عرف، فالمراد به الكفر الأكبر والشرك الأكبر؛ ولقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر وهذا هو الأرجح وأصح القولين: أنه يكفر كفرًا أكبر، نعوذ بالله، ولو ما جحد وجوبها، سواء تركها كلها، أو ترك الفجر أو الظهر، أو العصر، أو تارة يصلي، وتارة لا يصلي، يكفر بذلك، وعليه أن يجدد توبة نصوحًا.
حكم الصيام دون الصلاة
وقالت دار الإفتاء المصرية في شأن حكم تارك الصلاة أثناء الصيام: “من صام وهو لا يصلي، فصومه صحيح، لكنه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب”.
حكم الصيام دون صلاة
وأكدت دار الإفتاء في فتواها بشأن حكم تارك الصلاة، أن كل عبادة من العبادات المفروضة في الإسلام، لها أركانها وشروطها الخاصة بها، وأداء المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات.
فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمته من جهتها، لكنه يأثم لتركه أداء العبادات الأخرى، فمن صام وهو لا يصلي، فصومه صحيح غير فاسد، لأنه لا يشترط لصحة الصوم إقامة الصلاة.
اقرأ أيضاً
دار الإفتاء تجيب: حكم حلق اللحية
ولكنه آثم شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.