يتعرض مرضى الكلى للضرر نتيجة الصيام خلال شهر رمضان، وقد يتسبب في مضاعفات، ويجب على كل مريض كلى مهما كانت حالته، استشارة الطبيب المختص بأمراض الكلى قبل البدء بالصوم بخصوص ما إذا كان يجوز لهم أن يصوموا من الناحية الطبية.
ويجب أخذ بعض الاحتياجات، وشرب كمية كبيرة من الماء بحيث لا تقل عن لترين إلى ثلاثة لترات مع مراعاة توزيعها على مدار فترة الفطور ما بين أذان المغرب وحتى أذان الفجر، وتجنب أخذ مدرات البول كالمشروبات التي تحوي الكافيين من قهوة، أو شاي، أو مشروبات غازية فهي ستساهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم وزيادة فرص الجفاف.
اعتماد نظام غذائي صحي
كما يجب على مريض الكلى اعتماد نظام غذاء صحي متوازن، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في النهار أو القيام بأي مجهود بدني قد يساهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم، والالتزام بتناول الأدوية كما يصفها الطبيب.
وفي حالات القصور الكلوي البسيطة قد لا يشكل الصيام أي خطر على صحة المريض، لكن في حالات الأمراض المزمنة كالقصور الكلوي الحاد والفشل الكلوي فقد يكون من الصيام خطر على صحة المريض، أما المرضى الذين يقومون بالغسيل الكلوي قد يمكنهم الصيام في الأيام العادية التي لا تتم فيها عملية الغسيل، ولكن بعد موافقة الطبيب المختص.
الفئات الممتنعة عن الصوم
الدكتور محمد ممدوح، استشاري الأمراض الباطنية والكلى، قال إن هناك بعض الفئات من مرضى الكلى يجب أن يمتنعون عن الصيام لتجنب تعرض حياتهم للخطر، وهناك فئات مسموح لها بالصيام وفق شروط.
وأوضح ممدوح، أن مرضى القصور الكلوي قد يتسبب الصيام في تعرضهم لمضاعفات تصل للإصابة بالجفاف، يمكنهم الصيام بشرط الالتزام بشروط محددة أبرزها المواظبة على جرعات الدواء، والنظام الغذائي الصحي، ومرضى الفشل الكلوي المزمن والذين يخضعون للغسيل الكلوي يتعذر عليهم الصيام أثناء عملية الغسيل نفسها لأنهم يتلقون السوائل عبر الوريد وهذا في حد ذاته يبطل الصيام، ولكن في الأيام التي لا تتم فيها تلك العملية يمكنهم الصوم في حال موافقة الطبيب المعالج وتقيمه لحالة الكلى نفسها والوضع الصحي للمريض.
أما الفئات الممنوع عنهم الصيام، هم المرضى ممن خضعوا لزراعة كلى لتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة، خاصة إذا كانت العملية حديثة، كما يمنع الصيام عن مرضى الكلى المصابين بداء السكري، لاحتمال تعرضهم لاضطراب الجلوكوز بالدم، كما يمتنع مرضى الفشل الكلوي الحاد عن الصيام، بسبب حاجتهم للمياه.
الابتعاد عن اللحوم
وقال الدكتور عبد المنعم طه، استشاري أمراض الباطنة والكلى، إنه يمنع تماما تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الأملاح والتي يقوم الجسم بالتخلص منها عن طريق الكلى، بالإضافة إلى تجنب تناول اللحوم بكثرة لأنها ترتبط بإخراج اليوريك أسيد والذي من الممكن أن يتسبب في تكوين الحصوات، ولذلك فلابد من تناول البروتين بشكل معتدل، والبديل الآمن هي اللحوم البيضاء.
ونصح استشاري أمراض الباطنة والكلى، بتناول الفواكه والخضروات بكثرة خلال فترة الإفطار، وتناول مشروب الشعير الذي يساعد الجسم على التخلص من أي رواسب، وعمل تمارين المشي خلال فترة الصوم والإفطار والتي تساعد في عملية الحرق وخروج أي مواد غير مرغوب في تواجدها داخل الكلى.
شرب السوائل
كما نصح الدكتور سيد حماد، أستاذ مساعد التغذية بالمعهد القومي للتغذية، مرضى الكلى بالالتزام بالسوائل المسموحة مع شرب كميات كبيرة من المياه تصل إلى 3 لتر، والالتزام بعدد الوحدات المسموح بها للمريض من الخضار والفاكهة للحصول على كميات البوتاسيوم اللازمة لسد احتياجات الجسم، والحرص على تناول كمية ونوعية البروتين المسموح بها، تقسيم الوجبات من بعد المغرب حتى الفجر، بحيث يتم تناول وجبات صغيرة الحجم بدلاً من وجبتين كبيرتين.