وجهت دار الإفتاء دعوى للآباء والأمهات عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بضرورة تدريب الأطفال على الصوم بالتدريج، ومكافئتهم تشجيعًا لهم على أداء العبادات.
رأي دار الإفتاء في صيام الأطفال
وكتبت دار الإفتاء في منشورها: «يجب عليكم أن تعوِّدوا أطفالهم على الصوم بالتدريج.. وأن تكافئوهم إذا فعلوا ذلك تشجيعًا لهم على أداء العبادات»، وحدد العلماء سن العاشرة كسن مناسب لصيام الطفل، وهو سن الإطاقة للصيام، السن الذي يختلف باختلاف بنية الولد.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن المسلم مكلف من وقت بلوغه أن يلتزم بأركان الإسلام الـ 5، ولذلك فإن صيام الأطفال في رمضان، لا يجب قبل سن البلوغ.
من جانبه قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار، إن تكليف الأطفال بالصيام مرتبط بالقدرة على التكليف، وهذا مرتبط بالبلوغ والعقل، لكن من المحبب أن نعود الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام.
تحذير الأطباء
وحذر الدكتور محمد سيد؛ مدير مركز معلومات الأمن الغذائي، من صيام الأطفال قبل سن البلوغ، لما له من مخاطر وآثار سلبية عليهم.
وقال إن الأطفال لا يستطيعون صبرا على تحمل مشقة الصيام؛ لكن يمكن للطفل الذي يبلغ 10 سنوات أن يصوم بشكل تدريجي جزءًا من اليوم، كأن يمتنع عن الطعام ساعة أو ساعتين، أما الأطفال الذين لم يصلوا إلى سن العاشرة بعد؛ أوضح أن الصيام سيسبب لهم الكثير من المشاكل الصحية والمضاعفات؛ لأن الطفل بطبيعته كثير النشاط والحركة، والصيام سيؤدي إلى فقدانه الكثير من السوائل والطاقة التي ستؤدي إلى تسبب حالة من الضعف الشديد.
وقال الدكتور وليد الليثي، طبيب الأطفال وحديثي الولادة، إن صيام الأطفال ممن يعانون أمراض مزمنة مثل أنيميا الفول أو الحساسية على الصدر أو مرضى السكر، يُفضل تأخير صيامهم حتى نتأكد من قدرتهم على الصيام، ونصح الأهالي بضرورة زيارة طبيب الأطفال للتأكد من إمكانية الطفل للصيام.
رأي الطب النفسي
ونصح الدكتور صالح عبدالكريم المستشار النفسي والتربوي، الآباء والأمهات بضرورة توصيل مفهوم الصيام للأطفال بأسلوب مبسط، وأن يبدأ الطفل في الصيام من سن 7 سنوات لمدة ربع يوم فقط، حتى وإن كان نائمًا ثم يتدرج حتى يصل إلى نصف يوم في سن 8 سنوات، وثلاثة أرباع اليوم في عمر التاسعة، وفى عمر العاشرة يستطيع أن يصوم اليوم كامًلا.
وطالب عبد الكريم بضرورة الإجابة على السؤال الخاص بلماذا نصوم؟ والذى يستثار دائمًا من جانب الأطفال، بإخبار الطفل بأن الصوم عبادة أمرنا الله بها، ونحن نصوم طاعة لله الذي خلقنا ورزقنا.
وعن الآثار النفسية على الطفل من الصوم، قال إن الطفل المستطيع للصيام، والصائم برغبته يشعر بالسعادة، لأنه يدرك بهذا الفعل أنه يرضي الله، ويرضي والديه وأنه كبر سنًا، ويستطيع أن يفعل مثل الكبار، ويتحمل الصبر، أما العنف من جانب الوالدين لتعويد الطفل على الصيام خطأ كبير على الطفل سيؤدي إلى كراهية الطفل للأب والأم، ثم كراهية الصوم وعبادات الله، وقد يلجأ الطفل إلى أن يصوم أمامنا ويفطر بعيدا عنا، فالعنف يعلمه الكذب، والنفاق.