بالتزامن مع آخر أيام تفصلنا عن حلول شهر رمضان، يتساءل الكثيرون عن إجازة صيام القضاء قبل يوم من شهر رمضان.
وتعرض لكم بوابة من العاصمة الإخبارية في السطور التالية قول الجمهور والعلماء في هذا الأمر.
أجمع العلماء إن كان سبب القضاء إفطارًا لغير عذر يبيح الفطر فقد قمت بارتكاب كبيرة من الكبائر، لذا فتوجب عليك التوبة النصوح إلى الله تعالى والندم على هذا الذنب القبيح، والعزم على عدم العودة إليه، فإن تعمد الفطر في رمضان من غير عذر من كبائر الذنوب، ويجب قضاء هذا اليوم الذي أفطرته، وإذا كنت أفطرت بالجماع فعليك مع القضاء الكفارة.
وأما بالنسبة للفطر بعذر كالسفر أو المرض فليس عليك إثم، وإنما عليك أن تقضي هذا اليوم قبل دخول رمضان التالي، وما دمت قد فعلت فقد برئت ذمتك ولا يلزمك شيء.
هل يجوز صيام القضاء قبل يوم من شهر رمضان؟
وأكد الجمهور من العلماء أن قضاء هذا اليوم “الفطر بعذر” قبل رمضان بيومين لا حرج فيه، ولا يعارض هذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين، لأنه وقع قبل اليومين وعلى فرض وقوعه في اليومين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم التطوع الذي له سبب كمن كانت له عادة بالصوم قبل رمضان بيوم أو يومين: “إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه”. متفق عليه.
فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم أجاز التطوع الذي له سبب فالفرض أولى، قال الحافظ في الفتح: “ومعنى الاستثناء أن من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال رمضان في شيء، ويلتحق بذلك القضاء والنذر لوجوبهما”.
وقال بعض العلماء: “يستثنى القضاء والنذر بالأدلة القطعية على وجوب الوفاء بهما فلا يبطل القطعي بالظن”.
هل يجوز صيام القضاء قبل يوم من شهر رمضان؟
لذا فتكون الإجابة على سؤال “هل يجوز صيام القضاء قبل يوم من شهر رمضان؟” في النقاط التالية:
• اتفق العلماء على أنه يجوز لمن كانت له عادة صيام أن يتقدم رمضان بصوم يومٍ أو يومين.
• واتفقوا على أن من كان عليه صيام فرض – كقضاء، أو نذر، أو كفارة – أنه يجوز له الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين.
• واختلفوا فيمن ليست له عادة: هل يجوز له الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين؟
فجاءت الأقوال كالتالي:
– القول الأول:
يُكرَه تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين لمن ليست له عادة.
وهذا قول الجمهور[1]: به قال الحنفية[2]، وهو قول عند المالكية، قال به بعض المالكية كابن مسلمة[3]، وهو والمشهور عند الحنابلة، وعليه أكثرهم[4].
حيث جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا، فليصمه”.
– القول الثاني:
يحرم تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين لمن ليست له عادة، ولا عليه صيام فرض.
وهذا مذهب الشافعية [26]، ورواية في مذهب الحنابلة[27]، قال بها بعض الحنابلة[28]، وهو مذهب الظاهرية[29].
وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صومًا، فليصمه”[30].
– القول الثالث:
جواز تقدم رمضان بالصيام.
وهذا المشهور من مذهب المالكية[31].
قال الشيخ محمد بن عرفة الدسوقي رحمه الله في حاشيته على الشرح الكبير:
و أجاب القاضي عياض بأن النهي في الحديث محمول على التقديم بقصد تعظيم الشهر، كما أن الرواتب القبلية في الصلاة إذا قصد بها تعظيم الفريضة بعدها تكره[33].