كتب: هناء سويلم
يحل اليوم ذكرى رحيل يحيى شاهين ، الملقب بـ«سي السيد السينما المصرية»، ولد في يوليو 1917، بجزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة، تلقى دراسته الإبتدائية بمدرسة عابدين، واشترك بفريق التمثيل، ولموهبته ترأس الفريق.
حصل يحيى شاهين على دبلوم الفنون التطبيقية بقسم النسيج، من مدرسة العباسية الصناعية، ثم حصل على بكالريوس في هندسة النسيج، وتعين في شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، لكنه تباطئ في تنفيذ التعيين، لرغبته في التمثيل وانضم لجمعية هواة التمثيل.
اكتشفه المخرج بشارة واكيم، وقدمه للمسرح، واقترح عليه التقدم للفرقة القومية للتمثيل، وبدأت انطلاقته عندما أصبح الفتى الأول لفرقة فاطمة رشدي، وشارك لأول مرة في السينما من خلال دور هامشي بفيلم «لو كنت غني»، ولفت الأنظار إليه حتى قدم دور البطولة أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم «سلامة»، ورفعت أجرة من 150 جنية إلى 600 جنية مثل حسين صدقي.
أصبح واحدًا من كبار رجال السينما، خاصةً بعد قيامه بتجسيد لشخصية «السيد أحمد عبد الجواد» الشهير بـ«سي السيد» من خلال ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين- قصر الشوق- السكرية»، واعتبر يحيى أن هذا الدور هو أهم دور في قدمه في حياته.
قصة حياة يحيى شاهين
تزوج يحيى شاهين للمرة الأولى من سيدة مجرية، تكبره سنًا وانجب منها ابنتين، لكن بعد 6 سنوات انتهى الزواج بالانفصال، وسافرت طليقته مع ابنتيه إلى بلادها ولم يستطيع رؤية بناته، ما تسبب في حالة اكتئاب شديدة له وابتعد عن الساحة الفنية لمدة عامين، ثم تزوج للمرة الثانية بعد فترة طويلة من مشيرة عبد المنعم، وانجب منها ابنته داليا.
تعرض يحيى لموقف محرج على أحد شواطئ الإسكندرية، عندما كان يقضي إجازته الصيفية وكان نجمًا وله معجبين، وقاده أحد رجال الشرطة إلى القسم؛ بسبب «ارتدائه مايوة بدون حزام» وهي عقوبة غرامتها في ذلك الوقت 25 قرشًا، اضطر يحيى اقتراضها من أحد المعجبين؛ لأنه ترك كل متعلقاته الشخصية على الشاطئ ولم يستطيع إحضار شيء.
وفي إحدى المرات تعرض لموقف أثناء عرضه إحدى المسرحيات، أثناء وقوفه على المسرح وهو صائم، وكان يؤدي دور قائد في الجيش الروماني، واقتضى الأمر أن يحمل على يديه مجموعة من السيوف ليقدمها للامبراطور على أنها غنيمة قد تم الحصول عليها من قوات العدو، لكنه وقع على المسرح ومعه السيوف، فهتف أحد الحضور «مش عيب تقع منك السيوف يا قائد؟» فتجاوب معه قائلًا «أصلي صايم» فضحك الجمهور وتسبب الأمر في خصم 3 أيام من راتبه على تعليقه على ملحوظات الجمهور وتجاوبه معهم وهو مخالف لضوابط العمل المسرحي.
حصل على عدة جوائز في السينما، أهمها شهادة تقدير عن فيلم نساء في حياتي من مؤتمر فينيسيا الدولي، والجائزة التقديريه الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينيما المصرية، وحصل على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي سنة 1987، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة غرف السينما سنة 1989، ووسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
توفي الفنان يحيي شاهين في 18 مارس 1994، عن عمر يناهز 75 عاماً، تاركًا إرثًا كبيرًا من أهم الأعمال السينمائية على مر تاريخ السينما المصرية.