حذرت منظمة الصحة العالمية من عودة الارتفاع في معدلات الإصابة بمرض الزهري، وهو مرض معدٍ ينتقل عبر الاتصال الجنسي، مشيرة إلى أن الإصابات بهذا المرض القديم الذي كان يُعتبر غير قابل للعلاج سابقًا قد عاودت الزيادة رغم تراجعها في الأربعينيات بفضل استخدام البنسلين.
منظمة الصحة العالمية
وفي تقرير حديث ضمن برنامج المنظمة «العلوم في 5» على منصة يوتيوب والموقع الرسمي للمنظمة، كشفت أن الإصابات بمرض الزهري هذا العام تجاوزت 8 ملايين حالة حول العالم. وأشارت إلى الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة بين النساء الحوامل، مما يهدد صحة الأطفال حديثي الولادة، وقد يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإجهاض، الولادة المبكرة، أو ولادة أطفال مصابين بتشوهات خلقية طويلة الأمد.
أسباب انتشار مرض الزهري
أوضحت المنظمة أن زيادة السلوكيات عالية المخاطر ساهمت في تفاقم المشكلة، حيث أصبح العديد من الأشخاص يمارسون علاقات جنسية متعددة دون استخدام وسائل وقاية مثل الواقي الذكري. كما لفتت إلى انخفاض الوعي بالصحة الجنسية، بجانب وصمة العار الاجتماعية التي تمنع الكثيرين من طلب العلاج اللازم.
ويُمكن انتقال مرض الزهري بعدة طرق، أبرزها:
- الاتصال الجنسي.
- انتقال العدوى من الأم إلى الجنين أثناء الحمل.
- التعرض للدم الملوث بالمرض.
وأوضحت أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيين متعددين، والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين، وكذلك العاملين في مجال الجنس.
مراحل وأعراض المرض
أكدت المنظمة أن مرض الزهري يُعتبر من أكثر الأمراض الخادعة، حيث قد لا تظهر أي أعراض واضحة على المصاب، مما يجعل الفحص الدوري ضروريًا. ويتميز المرض بأربع مراحل:
- المرحلة الأولية: ظهور قرحة صلبة وغير مؤلمة تختفي تلقائيًا.
- المرحلة الثانوية: ظهور طفح جلدي لا يسبب الحكة، غالبًا على راحة اليد وباطن القدم، إلى جانب أعراض شبيهة بالأنفلونزا.
- المرحلة الكامنة: غياب تام للأعراض، مع بقاء احتمالية نقل العدوى.
- المرحلة الثالثة: تأثيرات خطيرة على القلب، الدماغ، والأعصاب إذا لم يتم العلاج.
الوقاية والعلاج
للوقاية من مرض الزهري، شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية اتباع ممارسات جنسية آمنة، مثل استخدام الواقي الذكري، وإجراء الفحوصات الدورية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة. وأوصت النساء الحوامل بضرورة إجراء الفحص لتجنب نقل المرض إلى الجنين.
وأكدت المنظمة أن العلاج باستخدام المضادات الحيوية مثل البنسلين يظل فعالًا، شرط أن يتم الكشف عن المرض مبكرًا واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.