خطة وزير قطاع الأعمال لتطوير شركة النصر
خطة تطوير شاملة، اعلن عنها المهندس محمود عصمت، تهدف لتطوير شركة النصر للزجاج واالبلور، التى تعتبر اول شركة رائدة فى صناعة الزجاج فى افريقيا والشرق الوسط، عام 1932، باسم “شركة ياسين..شركة مساهمة مصرية”، وكانت بداية تصنيعها “اللمبة الجاز”
الشركة التى تصدر 70% من انتاجها، ويسع وزير قطاع الانتاج الى زيادة حجم انتاجها، تساهم فى سد احتياجات السوق المصري من المنتجات الزجاجية، وهو ما دفع وزير قطاع الانتاج، الى عمل زيارة الى مصنعيها ،المسؤولان عن انتاج الزجاج المسطح المنقوش ووحدة انتاج ادوات المائدة، للتأكد من توافر مادتى “السيليكا” ، و”الصودا آش”، واللتان تعتبرا مكونان اساسيان فى صناعة الزجاج.
تم تأميم الشركة عام 1963، وتغير اسمها الى “شركة النصر لصناعات الزجاج والبلور”، لتكون تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، برأس مال وقتها 10 مليون جنيه، -حيث كان سعر الدولار وقتها “40 قرشا”، وهو مايعني ان رأس مال الشركة 400 مليون دولار-، وصل الى 100 مليون جنيه ، عام 2019، وفقا للموقع الالكتروني الخاص بالشركة، – حيث كان متوسط سعر الدولار 17.25 جنيها وهو ما يعنى ان قيمة الشركة تعادل 57 مليون دولار تقريبا.
الشركة التى تضم مصنعين، و4 خطوط انتاج، يعمل بها 434 مهندس وعامل، تعتبرهم الشركة ، شركاء نجاح فى البقاء بمنظومة صناعة الزجاج والبللور عالميا، رغم توقف حركة التعينات – بسبب كونها جزءا من منظومة الوظائف الحكومية، وعدم استبدال العمالة المهرة ممن خرجوا على المعاش بمهندسين وعمال جدد، تم تجديد ماكينات العمل عام 2015، وشراء معدات جديدة من المانيا وايطاليا.
وكان لاعتماد مصانع الشركة على مادة “السيليكا” المصرية والتى تعتبر الانقي عالميا “99.6%”، و”الصودا اش”، والحجر الجيري والفلسبار والدولوميت وكربونات البوتاسيوم، والموجودة فى البيئة المصرية، ان وصلت منتجات الشركة الى العالم.
مقر الشركة فى شبرا الخيمة
الشركة الموجودة فى عاصمة الصناعة المصرية “شبرا الخيمة “ تقام على مساحة 65 الف متر مربع، قد اقيمت على يد خبراء من بلجيكا، ووضع نظامها الاداري طلعت باشا حرب، مؤسس بنك مصر، بدأت انتاجها ب “لمبة الجاز” ثم تطورت ووصلت الى تصنيع “البيركس والكؤؤوس”، وغيرها من ادوات المائدة من اطباق وأكواب زجاجية ، وقد بدأت بطريقة “النفخ اليدوي”، حتى دخلت الميكنة صناعة الزجاج، وانتقلت الشركة الى المستوي العالمي.
العلاقة بين رائد صناعة النقل العام ورائد صناعة الزجاج
اما عن رائد صناعة الزجاج المصري ، فهو محمد سيد ياسين، احد ابناء الاسكندرية، وهو رائد صناعة “النقل العام”، حيث ورث عن والده فن التجارة والصناعة ، حيث كان والده احد اصحاب “البواخر النيلية ” المسؤولة عن نقل المحاصيل من اسوان وحتى الاسكندرية.
30 الف جنيه، وعقارات ولوادر واعمال مقاولات مفتوحة، هى التركة ، “والدرس الاول” الذى تعلمه محمد من ابيه، حيث كان والده يقوم بضمان اصدقاؤه فى الديون، ولا يلتزمون بسداد ما عليهم، ليقوم بتسديد ديون اصدقاء والده.
من هو محمد سيد ياسين؟
من النقل الى صناعة الاحزمة، كانت المرحلة الثانية التى عمل فيها محمد سيد ياسين، عندما حصل على عطاء لتصنيع منتجات جلدية للجيش الانجليزي، ليقوم بانشاء ورشة لصناعة الاحزمة للضباط والسروج لاحصنتهم .
فى عام 1921، بدأ محمد تطبيق فكرة “النقل الجماعى”، بعد معاناة شخصية، حيث وصل فى يوم ممطر الى القاهرة وعانى من وجود وسيلة نقل له تقله الى منزله، واضطر الى دفع “اجرة الحنطور” 7 مرات”، ليقرر بعدها تحويل سيارتين لوري ، الى وسيلة نقل للركاب من خلال اضافة مقاعد “دكك خشبية”، لتكون بديلا فى نقل الركاب عند توقف “الترام”
اشتري ياسين 22 سيارة نقل خردة فى مزاد للجيش الانجليزي، وبدأ رحلة تحويلهم الى سيارات للنقل العام، لتشارك الترام والحنطور.
شهر كامل لم يحصل فيها ياسن الا على “الرفض المجتمعي” لوسيلة قاتلة، فى الشوارع المصرية، فهى اكثر سرعة واكثر خطورة، حتى ان اصدقاؤه اقترحوا عليه ان يغلقها بدلا عن نزيف الخسارة اليومية، الا ان قرر احد المصريين استقلالها، وبدأ استخدامها منتشرا بين الشباب .
ومع نجاح فكرته، فقد كانت صدمته الثانية، حيث قررت الحكومة البريطانية سحب ترخيص الاتوبيسات، مع استمراره مديرا لشركته التى اسسها.
“لمبة جاز” كانت سببا فى تفكير ياسين فى اقتحام مجال جديد، رآه سبيلا لمساعدة المجتمع المصري ، وفى الوقت نفسه مشروعا جديدا ناجحا، حيث قرر السفر الى المانيا لزيارة مصانع الزجاج وتامل عملية الانتاج، ليعود بعدها بخبراء صناعة المان وبلجيك لاقامة اول مصنع مصري فى صناعة الزجاج متحملا عدم وجود عمالة مصرية ذوى خبرة .
80 الف جنيه، هى تكلفة انشاء المصنع، فى مدينة شبرا الخيمة، كانت سببا فى بيع ارضه وممتلكاته بالاضافة الى قرض من بنك مصر، ليبدأ مشروعه الضخم كاول مصنع لصناعة الزجاج فى الشرق الاوسط، لينجح بعدها فى الانتقال من انتاج “اللمبة الجاز” الى انتاج اول “زجاجة كوكاولا” عام 1946، لتنتهي مرحلة استيراد الزجاج فى مصر، وقتها كان سعر الجنيه المصري 3.6 دولار،وهو ما يعنى ان تكلفة انشاء المصنع وصلت 240.48 مليون دولار.
ولأن العمل لابد ان يرافقه الابداع، فقد اسس ملاعب وحمام سباحة مسرح للعاملين البالغ عددهم 150 مهندسا، وعاملا بالقرب من المصنع ، وهو ما دفع العاملين للعمل بجد واجتهاد والتفنن فى صناعة كل اشكال الزجاج، ويتحول “الزجاج ” من كوب صامت، الى عمل فني، ذو اشكال والوان متنوعة.
ياسين الذى زار العالم، ووصل انتاجه الى العالمية، تم تأميم مصنعه عام 1963، ليعين بعدها مديرا لمصنعه، حتى وفاته عام 1971، ولتنتقل ادارة الشركة الى اخريين معينين من قبل الشركة القابضة للمعادن.
صنع فى مصر
سنوات طويلة اصابت الشركة بالترهل والضعف ، حتى تنبعت الدولة لها مرة ثانية عام 2015، وقامت باستيراد معدات واجهزة جديدة، لتتمكن من اعادة احياء الصناعة التى تعتبر مصر رائدة فيها، ليعود اسم “صنع فى مصر” مرة اخري الى العالمية ، حيث يتم تصدير 70% من منتجاته الى كل دول العالم .