مصر توجه ضربة جديدة لإسرائيل.. مواجهة قانونية جديدة بين مصر وإسرائيل بعد 35 عاما من أعنف وأشرس مواجهة عسكرية بين البلدين، حيث أعلنت مصر اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل.
وأوضحت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، أن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مشيرة إلى أن تل أبيب تسببت في خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى ظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، فى إنتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
مصر توجه ضربة جديدة لإسرائيل في مواجهة جديدة بينهما
وطالبت مصر من جديد مجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التحرك الفوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والعمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.
معركة جديدة بعد 35 عاما من أعنف وأشرس مواجهة بين البلدين وتأتي المواجهة القانونية الجديدة بين مصر وإسرائيل بعد 35 عاما من أعنف وأشرس مواجهة بين البلدين في العدل الدولية، التي انتصرت فيها مصر واستعادت منطقة طابا بجنوب سيناء على أثرها.
معركة استعادة طابا ووفقا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26 مارس من العام 1979 والتي تقضي بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها من مصر فى يونيو 1967، على أن يتم ذلك عبر لجنة مشتركة من الجانبين المصري والإسرائيلي لتسهيل تنفيذ الاتفاقية.
وفى مارس من العام 1982 وقبل شهر واحد من إتمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، أعلن رئيس الجانب العسكري المصري في اللجنة المصرية الإسرائيلية أن هناك خلافا جذرياً حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91، وحرصاً من مصر على اتمام الانسحاب اتفق الجانبان على تأجيل الانسحاب من طابا وحل النزاع طبقا لقواعد القانون الدولي وبنود اتفاقية السلام وبالتحديد المادة السابعة التي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات وإذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال الى التحكيم.
توقيع اتفاق مؤقت بين مصر وإسرائيل ولحين الفصل فى النزاع وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقا مؤقتا، نص على عدم قيام إسرائيل ببناء أية منشآت فى المنطقة ولكن إسرائيل بدأت تتلاعب حيث أعلنت فى 15 نوفمبر 1982 افتتاح فندق سونستا وإنشاء قرية سياحية كما قامت ببعض الأعمال كنوع من فرض سيادتها على طابا.
قبول التحكيم و بدء المباحثات وفي 13 يناير 1986 أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وفي 30 سبتمبر 1988 وبعد مفاوضات شاقة ومعركة قانونية عنيفة بين البلدين أعلنت هيئة التحكيم الدولية بالإجماع أن طابا أرض مصرية واستلمتها مصر بالفعل في 19 مارس من العام 1989.
نعود لقضية دخول مصر في الدعوى التي أقامتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل ونبحث دلالتها ومغزاها وكيف يمكن أن تحسمها مصر؟
نقطة تحول في مسار القضية يقول الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام، إن قرار مصر بدعم دعوى جنوب إفريقيا يمثل “نقطة تحول” في مسار القضية، مشددا على أن تدخل مصر يأتي استكمالًا لنهجها الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي أمام المحافل الدولية، وهو امتداد لمعركة السيادة التي خاضتها القاهرة قبل 35 عامًا لاستعادة طابا، والتي كللت بانتصار قانوني مدوٍ.
توقيت يحمل دلالات بالغة الأهمية و أضاف مهران أن توقيت التدخل المصري يحمل دلالات بالغة الأهمية، حيث سيعزز كثيرًا الموقف القانوني لجنوب إفريقيا، وستتمكن من تقديم رؤيتها بشأن تفسير اتفاقية منع الإبادة الجماعية وانطباقها على السلوك الإسرائيلي، مستندة لخبرتها الطويلة في التعامل مع الصراع، وما عايشته من جرائم على مدار عقود وخاصة انها الوسيط والشاهد الأول علي جرائم إسرائيل ومنع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وحول ما إذا كان تدخل مصر سيشجع دولًا أخرى للانضمام للمعركة القانونية ضد إسرائيل، أجاب أستاذ القانون الدولي قائلا: “بلا شك، فوزن مصر السياسي والقانوني سيلهم العديد من الدول لحذو حذوها، خاصة الدول العربية والإسلامية والإفريقية، بما سيشكل ضغطًا هائلًا على إسرائيل ويقوض الحصانة التي طالما تمتعت بها كما سيبني جبهة قانونية دولية موحدة وقوية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، ووضع حد لإفلاتها من العقاب، وإجبارها على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية”.
مصير الدعوى ضد جرائم إسرائيل وعن توقعاته لمصير الدعوى في ظل التدخل المصري، أكد الدكتور مهران أن أي قرار ستصدره المحكمة سيكون ملزمًا لجميع الدول ما يعني أن دعم مصر سيضفي مزيدًا من الشرعية والحجية على الأحكام، متوقعًا أن تصدر المحكمة قرارات تاريخية، تدين الممارسات الإسرائيلية وتصنفها كجرائم إبادة جماعية، وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
اقرأ المزيد:
ما السبب؟.. الأمن السعودي يلقي القبض على مواطن و4 مقيمين مصريين (تفاصيل)