سينما نجيب محفوظ.. تزين حارة نجيب محفوظ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهي حارة متخيلة تستحضر الحارة التي كتبها أديب نوبل في رواياته التي تحول عدد كبير منها إلى أعمال سينمائية شهيرة.
وفي حارة نجيب محفوظ التي شُيّدت في قلب معرض أبوظبي للكتاب في دورته الحالية المنعقدة في مركز المعارض “أدنيك” حتى الخامس من مايو الجاري، تم استحضار عالم الأديب المصري نجيب محفوظ (1911 – 2006) الذي اختير ليكون الشخصية المحورية للمعرض هذا العام، أقيم ركن خاص لمجموعة من الصور النادرة بعضها بالألوان، وبعضها بالأبيض والأسود.
سينما نجيب محفوظ في معرض أبوظبي للكتاب 2024
وتؤرخ جميع الصور المعروضة لما يمكن أن نُطلق عليه “سينما نجيب محفوظ”، حيث توثّق تلك الصور التي التقطها المصوّر المصري محمد بكر مشاهد خاصة وأحداثا مشوقة شهدتها بلاتوهات السينما المصرية قبل عقود، أثناء تصوير مجموعة الأفلام التي أخذت من روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ.
وكشف بكر أنه تعلّق بالتصوير في سن مُبكرة، حيث كان يحرص على مساعدة والده المصوّر المعروف حسين بكر، وكان يُشاهد والده وهو يقوم بالتصوير الفوتوغرافي للكثير من الأفلام التي كان يقوم ببطولتها كبار النجوم آنذاك، مثل محمد عبدالوهاب، ونجيب الريحاني، وأنور وجدي، وليلى مراد وغيرهم من نجوم تلك الفترة، ومن هنا جاء حبه للتصوير الفوتوغرافي.
وأشار محمد بكر، إلى أن أول فيلم قام بالتصوير الفوتوغرافي له كان فيلم “سمارة” الذي صدر عام 1956 وكانت تُشارك في بطولته الفنانة تحية كاريوكا، والفنان محسن سرحان، وهو من إنتاج وإخراج حسن الصيفي، حيث غاب والده عن العمل بالفيلم في ذلك اليوم، وأراد أن يقوم هو بدور والده، لكن المخرج حسن الصيفي رفض ذلك، إلا أن الفنانة تحية كاريوكا أرادت أن تمنحه تلك الفرصة. ويقول “نجحت في إقناع المخرج حسن الصيفي في أن يمنحني تلك الفرصة، وقمت بالفعل بالتصوير، ونال ما التقطته من صور إعجاب الجميع”. من هُنا كانت بدايته مع فن التصوير الفوتوغرافي حيث قام بعدها بالتصوير الفوتوغرافي للعشرات من الأفلام العربية والأجنبية التي كان يجري تصويرها داخل مصر.
وأكد المصوّر المصري على الأهمية التي كان يحظى بها التصوير الفوتوغرافي في الأعمال السينمائية، حيث كان هو العين التي يرى من خلالها المخرج ومسؤول الديكور وحتى المكياج مدى جودة عمله، لأن رؤية هؤلاء لما قاموا بتصويره كان أمرا يحتاج إلى الكثير من الوقت في الماضي، ومن ثم كانت هنا أهمية التصوير الفوتوغرافي للمشاهد السينمائية ليتأكد الجميع من أن العمل يسير بالجودة المطلوبة، إضافة إلى أن الصور الفوتوغرافية للعمل السينمائي كانت الوسيلة التي تستخدم في التسويق للفيلم.
ومعرض الأرشيف الفوتوغرافي للمصوّر المصري محمد بكر، يستحضر مشاهد من 20 فيلما من الأفلام السينمائية المأخوذة عن روايات الأديب نجيب محفوظ، والتي يقول بكر بأنه يعتز بتصويرها مثل أفلام “قصر الشوق” 1967، و”السكرية” 1973، و”بين القصرين” 1964، و”ميرامار” 1969 وغيرها من الأفلام.
وأوضح المصور أنه يمتلك أرشيفا ضخما من الصور التي تعد تراثا سينمائيا اليوم، حيث عمل في قرابة 1500 فيلم، ويمتلك 50 صورة من كل فيلم، ونوّه إلى أن جميع الأفلام التي أنتجت عن حياة الفنانين القدامى، تمت الاستعانة خلالها بأرشيفه الفوتوغرافي.
وحول أرشيف والده وتاريخه في مجال التصوير الفوتوغرافي قال بأن والده الفنان حسين بكر قام بتصوير الكثير من الأفلام وقام بالتقاط الصور الرسمية لملوك ورؤساء ورجال الدولة في مصر مثل الملك فؤاد الأول، والملك فاروق، ومن بعده أعضاء مجلس قيادة الثورة والرؤساء محمد نجيب، وجمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، وقد أمر طلعت باشا حرب مؤسس بنك مصر بتعيينه في أستوديو مصر، وتابع أن والده هو صاحب الصورة الشهيرة لطلعت حرب التي يراها الناس في بنك مصر حتى اليوم.
يذكر أن محمد بكر، يؤرخ لمسيرته في الأوساط السينمائية، بأنه مصور قدير امتد عمله بمجال السينما لأكثر من ستة عقود، وما زال يواصل جهوده في مجال توثيق التاريخ السينمائي بمصر، ويمتلك رصيدا ضخما من الصور التي التقطها هو، إلى جانب الأرشيف الفوتوغرافي الكبير والمهم الذي ورثه عن والده الفنان حسين بكر، الذي يُعد أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين بمصر في فترة الثلاثينات من القرن الماضي وما بعدها.
تجدر الإشارة إلى أن معرض أبوظبي ينظم إلى جانب “حارة نجيب محفوظ” جلسات حوارية ضمن برنامج الشخصية المحورية الذي يهتم هذا العام بأديب نوبل، ومسيرته وأفكاره.
وكانت الجلسة الأولى تحت عنوان “نجيب محفوظ مرآة للتاريخ والمجتمع”، وشارك فيها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محسن الموسوي، أستاذ الدراسات العربية المقارنة في جامعة كولومبيا، والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة القاهرة، والدكتور سعيد بنسعيد العلوي أستاذ فخري في جامعة محمد الخامس، وأدارت الجلسة الكاتبة الدكتورة ريم بسيوني.
اقرأ المزيد:
“إشراقة السلام والتأمل”.. مركز جامع الشيخ زايد في معرض أبوظبي للكتاب 2024
تخليداً لإنجازات المرأة.. إطلاق “مئة مبدعة ومبدعة” في معرض أبوظبي الدوليّ للكتاب