الذكاء الاصطناعي.. في إطار فعّاليات النسخة الثالثة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عقدت في منصة طيبة جلسة حوارية تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي في النشر الدولي” حضرها فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وخوسيه بورجينو، الأمين العام للاتحاد الدولي للناشرين، وأدار الجلسة أحمد رشاد، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين. تطرّقت الجلسة إلى قضايا الذكاء الاصطناعي المرتبطة بعمليات التأليف والطباعة والنشر ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على النشر عبر المراحل الزمنية المختلفة.
تأثيرات كبرى لـ الذكاء الاصطناعي في قطاع التأليف وللجهد البشري حصة الأسد في صناعة الأدب
وقال بورجينو: “إن البشرية مهجوسة بالتفكير في الذكاءات الأخرى، وهذا يعود إلى فترات زمنية قديمة، ومنها جهود العالم العربي إسماعيل الجذري، الذي ظهر في القرن الحادي عشر، وكذلك شخصية فرنكشتاين التي أطلقتها الكاتبة الانجليزية ماري شيلي في القرن التاسع عشر في رواية تحمل الاسم ذاته. وفي العام 1956 بدأ الحديث في إنجلترا للمرة الأولى عن الذكاء الاصطناعي، ومثّلت هذه التجارب محاولات مبكّرة لمحاكاة المعرفة البشرية والذكاء الإنساني”.
وبيّن أن الخوارزميات صارت تعمل على التنبّؤ بالجمل، وهناك كثير من النصوص الموجودة باللغة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقال: “بمرور الوقت وتزايد الأعمال العربية المدمجة في هذه الخوارزميات، أصبح من السهل الترجمة إلى اللغة العربية، وبالتالي التوسّع في انتشار الأعمال العربية المعتمدة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد أنه لا يمكن استبعاد الجهد البشري، بوصفه العنصر الأهم في عمليات الابتكار والإبداع والمؤلّفات الأدبية بمختلف أشكالها، حيث إن التأليف مسألة إنسانية تعتمد على تجربة المؤلّف الخاصة باستخدام بيانات الذكاء الاصطناعي، وهنا تحدث عملية الابتكار”.
وأوضح زهران، أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي بدا جلياً منذ ظهور الحاسوب، حيث كان المؤلّف قبل 50 عاماً يستغرق أوقاتاً وجهداً كبيراً ووقتاً أطول، ولكن بظهور الحواسب ، اختصر هذا الجهد إلى أقصى حدّ، وأمكن للباحث أو المؤلّف الوصول إلى ما يريد بسهولة عبر الذكاء الاصطناعي الذي أتاح التغلب على ندرة المعلومات.
وقال: “أصبح هناك فيض في البيانات من جميع أنحاء العالم، وبدأ الذكاء الاصطناعي خلال مراحل تطوّره باستخدام هذه التقنيات في مساعدة المؤلّف، وحتى المساعدة في تصميم أغلفة الكتب وتنسيقها داخلياً. فالذكاء الاصطناعي ساعد كل العاملين في مجال النشر خلال الفترات السابقة، التي شهدت مساعدة الذكاء الاصطناعي للمؤلّف بنسبة معيّنة، ويبقى دوماً أن المؤلف يعطي النص طابعه الابتكاري.
وأضاف: “أثبت الحاسوب أنه غير قادر مطلقاً على أن يقوم بدور المؤلّف، وإنما يتمتع فقط بقدرة هائلة على تجميع وتخزين البيانات. ومع ذلك فإن الذكاء الاصطناعي قد يهدّد الكتاب الأكاديمي، لقدرته على تقديم معلومات كبيرة تصل بنسبة إلى 90% في هذا النوع من الكتب، بينما لا تتجاوز الـ 70% في عالم الروايات والإنتاج الأدبي بمختلف أشكاله، حيث إن الأدب ومخرجاته سيبقى للجهد البشري نصيب الأسد في صنعها خلال الفترات الزمنية المقبلة.
اقرأ المزيد:
برنامجٌ ثقافيٌّ يسرد حكايات العالم في “معرض أبوظبي الدوليّ للكتاب الـ 33”