تعرض بوابة من العاصمة الإخبارية إجابة دار الإفتاء المصرية علي سؤال الكثير من المواطنين حول: “حكم تعجيل فدية صيام رمضان”، و صوم رمضان فرض واجب على كل مسلم مكلف صحيح مقيم، إلا أن هناك بعض الفئات مستثناة من الصيام مثل كبار السن والمسافر والمريض.
حكم تعجيل فدية صيام رمضان
وإذا عجز المسلم المكلف عن الصوم لمرض، أو لسفر لا يستطيع معهما الصوم، يجوز له الإفطار في رمضان، ثم عليه القضاء بعد زوال العذر والتمكن من الصيام، أو القيام بإخراج فدية، كما جاء في القرآن الكريم في آية 184 من سورة البقرة: «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».
فدية صيام رمضان
يعد سبب وجوب فدية رمضان هو العجز عن الصوم بعد دخول رمضان لعذر دائم، فتعتبر كفارة عن عدم الصيام لهذه الأيام التي وجبت، فلا يجب على المسلم العاجز عن الصيام بتبييت نية الصيام من الليل، ولا صيام عليه، لكن يكون عليه فدية، و هي إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي يفطرها من رمضان.
حكم تعجيل فدية صيام رمضان
اتفق الفقهاء القائلون بوجوب الفدية على غير القادر على الصوم لعذر مستمر على أنه يجزئ فيها أن يُخرجها من تجب عليه كل يوم بيومه، فتُدفع عن اليوم الحاضر بعد طلوع الفجر، ويجوز أن تُقدم على طلوع الفجر وتُخرج ليلا، لكنهم اختلفوا في تعجيل إخراجها من أول الشهر الكريم عن جميع أيامه.
فذهب الشافعية إلى أنه لا يُجزئ، لما في ذلك من تقديم الحكم على سبب وجوبه، فقال الإمام الرملي في «فتاويه»، و هو مقتضى قواعد الحنابلة، (أنه لا يجوز تعجيل شيء منها، لما فيه من تقديمها على وجوبه، لأنه فطرة)، و الفدية تعتبر من العبادات المالية، و سبب وجوبها هو العجز عن الصوم الواجب، فلا يجوز تعجيلها أول الشهر عن جميع أيامه.
بينما ذهب الحنفية إلى جواز إخراج الفدية عن الشهر كاملاً أول شهر رمضان، كما يجوز عندهم تأخيرها إلى آخر الشهر، فقال العلامة ابن عابدين في «رد المحتار على الدر المختار»، (أن للشيخ الفاني العاجزِ عن الصوم الفطر، ويفدي وجوبًا ولو في أول الشهر).