مرت 8 سنوات مريرة قضتها إسراء الجعابيص داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، متواجدة فيهم خلف القضبان ترجو في كل ليلة أن ترى ضوء الشمس بدون أي مانع يقف في وجهها، إلى أن جاء اليوم الذي تحقق فيه حلمها بعد انقضاء تلك السنوات المريرة، فقد أفرجت عنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن صفقة تبادل الأسرى مع “حماس”.
وتمكنت بذلك الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، من العودة لعائلتها، تاركة وراءها قصة صمود ومعاناة لم ولن تُنسى، وبعد هذه المحنة، عبرت إسراء بكلمات مؤثرة عن جرح الوطن الفلسطيني، حينما قالت: «نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة».
نبذة حول نشأة إسراء الجعابيص
ولدت إسراء الجعابيص في عام 1986، فقد أسيرة مظلومة ومصابة بحروقٍ درجتها الأولى والثانية والثالثة تغطي 50% من جسدها، وبتر 8 أصابع من يديها، وتشوهات في وجهها وظهرها إلى حد كبير، نتيجة حادثة تعرضت لها بعد اعتقالها بسبب حريق اندلع في سيارتها.
وفي حين كانت إسراء الجعابيص، تلجأ للمساعدة، لاقت نفسها بين أيدي جنود إسرائيليين، الذين لم يفكروا حتى في اعادتها لسيارتها لتحترق فيها، بل احتجزوها في سجون الاحتلال لعدة سنوات طويلة، تعرضت خلالها لكافة أنواع العذاب نفسية وجسدية قاسية.
أما عن تعليمها، فقد تلقت إسراء تعليمها في الكلية الأهلية في بيت حنينا، وعملت في مجال التربية الخاصة، لتساهم في خدمة المسنين والمشاركة في الفعاليات التربوية، وكان لديها ابن يبلغ من العمر 8 أعوام، اسمه معتصم، الذي أمضى فترة طويلة من حياته منفصلًا عن أمه.
قصة اعتقال الفلسطينية إسراء الجعابيص
بدأت قصة الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص وهي في سن الـ38 عام، في 11 أكتوبر 2015، فعندما كانت إسراء في طريقها إلى القدس ومعها بعض الأغراض المنزلية، وفي محاولة للتوقف قبل حاجز الزعيم، تعطلت سيارتها وحدث ماس كهربائي تسبب في انفجار البالون الهوائي واندلاع النيران في السيارة، وقتها طلبت المساعدة من رجال الشرطة الإسرائيلية، تجاهلوا طلبها وتم اتهامها بمحاولة تنفيذ عملية، وبعد محاكمة مثيرة وطويلة، حُكم عليها بالسجن لمدة 11 عام.
عاشت عائلتها طوال تلك السنوات، وبالخص ابنها معتصم في انفصال قاسٍ عنها، وتسلط الأضواء على قضيتها الظالمة دفع8 بعض نشطاء حقوق الإنسان إلى الحملات الدولية للإفراج عنها وعلاجها، كما تم أيضًا تسليط الضوء على معاناتها الجسدية والنفسية الهائلة.
وعلى الرغم من معاناتها الجسدية، تظل إسراء الجعابيص رمزًا للصمود والإصرار في وجه الظلم والقهر المتمثل في الاحتلال الصهيوني، لتسطر بذلك اسمها في تاريخ المقاومة الفلسطينية بأحرف من ذهب وتظل خالدة أمد الدهر لتضرب لنا أروع الأمثلة في الصمود والقوة ضد المحتل.