على مدى أسابيع الماضية أصبح الجنرالات الإسرائيليون يناقشون الكيفية التي ينبغي لإسرائيل أن تتصرف بها حيال الخطر المتصاعد في غزة، وبدأت مراكز الأبحاث الأمنية الاستراتيجية في وضع مخطط قدم للحكومة الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين إلى خارج الحدود.
وظهر أول مخطط مع معهد ميسجاف لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية (INSZL) عن أدق التفاصيل للخطة الإسرائيلية التي تنفيها تل أبيب لتهجير كافة سكان قطاع غزة إلى سيناء في مصر.
تأتي خطورة مخطط ميسجاف الإسرائيلي من تأثير مديرها مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي السابق لمدة 25 عامًا في المخابرات الإسرائيلية، الذي له تأثير قوي على دوائر صنع القرار في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وهو صاحب وضع خطة تهجير أهالي غزة إلى سيناء التي عرفت داخل الدوائر السياسية الإسرائيلية باسم «خطة الطرد» في عام 2017.
مخطط تهجير الفلسطينيين لسكان غزة
بحسب مصادر أمنية إسرائيلية أكدت أن خطة الطرد تم إعادة صياغتها بتكليف من مائير بن شبات نفسه كلف أهم باحثيه في معهد ميسجاف الإسرائيلي الذي قدم ورقة بحثية كتبها بعنوان خطة لإعادة التوطين والتأهيل النهائي في مصر لجميع سكان غزة: الجوانب الاقتصادية. الورقة كاملة (pdf ) هنا .
وتأتي خطورة الورقة البحثية من دعم مائير بن شبات الذي يعد المهندس السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو واضع خطة التعديلات القضائية الإسرائيلية وخطة تشويه معارضي التيار اليميني المتطرف، كذلك عرف عنه أنه أحد صناع الخطة الأمريكية للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
خطة الطرد 2017
في عام 2017، طرح نتنياهو على ترامب، خطة طرد سكان غزة في سيناء، واعتمد على إقناع مصر بتوطين أهل القطاع في سيناء وإغراءها بتمويل مدينتين تكفي لـ 6 ملايين نسمة بها 10 مليون وحدة سكنية يسكنها المصريين والفلسطينيين معًا إلا الفكرة رفضتها القيادة المصرية تمامًا تحت أي بند أو إغراء.
وفي عام 2018، تم طرح حوافز وإغراءات جديدة تتمثل في منح مصر 30 مليار دولار لسد عجز الموازنة مقابل توطين الفلسطينيين إلا أن مصر ردت أنها لا يمكن أن تشارك في تصفية القضية الفلسطينية.
وبعد هجوم 7 أكتوبر 2023 وإطلاق حماس عملية طوفان الأقصى أسفر عن وفاة مئات الإسرائيليين وهنا استغل واضعو خطة الطرد في إعادة إنتاج مخططتهم في ورقة بحثية جديدة قدمت للحكومة الإسرائيلية وجماعات الضغط المتطرفة في الكنيست والإعلام الإسرائيلي من أجل تنفيذها واستغلال الفرصة في تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن وهو ما فطن له القيادة السياسية المصرية الإردنية التي حذرت من المخطط وتباعاته على إسرائيلي، وهو ما ادى إلى تراجع اعتبره المعهد مؤقتًا.
وتتكون الورقة البحثية من 3 مراحل :
الأولى : قصف إسرائيلي متواصل لسكان قطاع غزة ثم مطالبتهم بإخلاء القطاع على 3 أو 4 مراحل اتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر.
الثانية : حملات اعتقالات وتشريد واستهداف حياة آلاف الفلسطينين في الصفة الغربية لإجبارهم على المغادرة للأردن وتتكون من مرحلتين الأولى تبدأ بالقرى ثم المدن.
الثالثة التسريع في استيطان الأماكن التي تم إخلاءها من أجل فرض سياسية الأمر الواقع واستحالة عودة الفلسطينيين.
اقرأ أيضًا:
أمين عام الهلال الأحمر بسيناء يكشف موقف تخزين المساعدات الإنسانية للأشقاء في غزة.. فيديو
ما هي الدول التي أرسلت مساعدات لقطاع غزة حتى الآن؟ (تحديث مستمر)