تسبب إعلان خروج شركة مصر للطيران من تصنيف Skytrax العالمي لأفضل 100 شركة طيران حول العالم، في غضب الكثير من المواطنين، مما جعلهم يتساءلون عن سبب التراجع في التصنيف.
في حين استمرار تحسن وتقدم تصنيف عدد كبير من شركات الطيران الأفريقية والعربية الأخرى.
ويستعرض موقع من العاصمة في السطور التالية أسباب تراجع تصنيف شركة مصر للطيران.
أسباب تراجع تصنيف مصر للطيران
في 20 يونيو 2023، أعلنت شركة “Skytrax”، قائمتها السنوية لعام 2023 لأفضل 100 شركة طيران حول العالم، والتي خرجت
مصر للطيران منها (لم تحدد الشركة ترتيب الشركة المصرية)، في حين كانت تحتل المرتبة 95 عام 2022.
شركة “Skytrax” هي شركة بريطانية عالمية تُجري أبحاثًا تتعلق بشركات الطيران التجارية، وتجمع استبيانات من المسافرين الدوليين حول العالم لتقييم الشركات على أساس عناصر مختلفة، مثل: طاقم المضيفين، ووسائل الترفيه على الطائرة، وجودة المقاعد، والطعام المُقدم وغيره.
تفوقت الشركات المنافسة لمصر للطيران في أفريقيا والشرق الأوسط عليها، مثل الخطوط الجوية الإثيوبية في المرتبة 35، والخطوط الجوية الجنوب أفريقية في المرتبة 72، والكينية في المرتبة 73، والخطوط الجوية لدولة موريشيوس في المرتبة 78، والرواندية في المرتبة 90.
وإذا استبعدنا الخطوط الجوية البارزة في الشرق الأوسط مثل القطرية والإماراتية التي تنافس على المراتب الأولى عالميًا، سنجد خطوط أخرى في الشرق الأوسط تفوقت على مصر للطيران مثل طيران الخليج (خطوط البحرين الوطنية) في المرتبة 32، والكويتية في المرتبة 42.
بعد إعلان التصنيف، فُتح ملف خسائر شركة مصر للطيران من جديد ومدى علاقته بتدهور نتائجها. النائبة هناء أنيس تقدمت بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، بشأن خروج الشركة من التصنيف، وأشارت إلى تحقيق خسائر بـ 30 مليار جنيه منذ أزمة فيروس كورونا 2020، وحتى نهاية 2022.
– رئيس شركة مصر للطيران محمد موسى، أوضح مؤخرًا في تصريح إعلامي، أن الـ 30 مليار جنيه خسائر هناك جزء منها مُرحل من فترات طويلة، وجزء منها يتعلق بسبب أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وتحريك سعر الصرف، إذ أن مصروفات الشركة بالدولار 90%، وإيراداتها منه 70%.
– وسبق وصرح وزير الطيران محمد عباس حلمي، في فبراير 2023، أن مصر للطيران حققت مكاسب خلال الـ 6 أشهر السابقين على فبراير الماضي، في حين لم تظهر نتائج أعمال الشركة عن العام الجاري للتأكد من مدى دقة التصريحات.
– يُرجِع مسؤولين وخبراء أسباب الخسائر الكبيرة لمصر للطيران إلى:
1- أزمة الموظفين:
- تعاني الشركة من تُخمة في العمالة، وفشل في الاستفادة منها. وفي حين لا يوجد إحصاء دقيق حول عدد الموظفين بالشركة، تُشير التقديرات إلى أن متوسط العدد 35 ألف موظف.
- مشكلة تلك العمالة قديمة، وباعتراف الشركة نفسها لكنها لم تُحرز تقدم في حلها. في حوار صحفي له في مايو 2013 مع “الأهرام”، قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الأسبق توفيق عاصي إن “هناك خطة للاستفادة القصوى من العمالة الموجودة في مصر للطيران إذ أن بها 33 ألف موظف.. وهو رقم كبير لأي شركة طيران.. وكان هناك تقصير في تسكين العاملين بوظائفهم التي تم تعيينهم عليها”.
- ويؤكد نواب برلمانيون على أن كثير من هؤلاء الموظفين تم تعيينهم عبر الواسطة والمحسوبية، ودون وجود حاجة حقيقة إليهم.
2- المكاتب الخارجية
تضم مصر للطيران 73 مكتبًا حول العالم، وهو ما تسبب في انتقادات حادة لها بسبب تكلفة تأجير تلك المكاتب بالعملة الأجنبية، وأجور الموظفين العاملين بها، في حين يمكن تقليص عددها خاصةً مع سهولة الحجز الإلكتروني للتذاكر.
3- الديون
– يعتبر قيادات مصر للطيران أن ثورة يناير 2011، وبعض الحوادث التي حدثت في مطارات مصرية، مثل حادثة الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، وفيروس كورونا 2020، والحرب الروسية الأوكرانية، أسبابًا رئيسية في تفاقم خسائر الشركة، دفعتها للجوء للاقتراض.
– ولا توجد بيانات متاحة حول إجمالي التزامات الشركة من القروض، لكنها حصلت في عامي 2021 و2020 على قروض بلغت 8 مليارات جنيه من بنكي الأهلي ومصر، بضمان من وزارة المالية، للتغلب على خسائر كورونا، والوفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية.
4- تفاقم الخسائر وقت الأزمات
وفقًا لتقارير مصر للطيران، فإن خسائر شركة الخطوط الجوية وحدها دون حساب باقي خسائر الشركة القابضة، 6.7 مليار جنيه عام 2021/2020 (عام فيروس كورونا)، مقابل 2.4 مليار جنيه في عام 2020/2019.
وفي عام 2017/2016 (العام التالي على انفجار طائرة مصر للطيران القادمة من باريس)، وصلت خسائر الشركة إلى 5.55 مليار جنيه، مقابل 1.28 مليار جنيه في 2016/2015.
5- عدم التخطيط الجيد للخطوط الجديدة
أعلنت مصر للطيران مؤخرًا عن فتح خطوط طيران جديدة، منها إلى ولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أثار انتقادات الكثير من مستخدمي الشركة، نظرًا لأنها تُسير رحلات بالفعل إلى ولاية نيويورك التي تبعد نحو 100 كيلو عن نيو جيرسي، فيما تركت مدن أخرى أبعد مثل لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا.
كما شغلت الشركة خطوطًا أخرى لها بمدينة مانشستر الإنجليزية على سبيل المثال وهي لديها خط آخر مع العاصمة لندن، فيما تتجاهل وجود خطوط مباشرة مع بعض الدول مثل أستراليا والتي يقطنها عشرات آلاف المصريين.
6- ارتفاع أسعار التذاكر الدولية
– أسعار تذاكر مصر للطيران الدولية دائمًا مرتفعة، مقارنة بمثيلاتها من أفضل شركات العالم ما يُضعف من فرص المنافسة لديها.
– على سبيل المثال، إذا كنت مواطن مصري تعمل في دبي، ولديك إجازة بمصر. وأمامك خياران من شركات الطيران لحجزهما عند العودة: شركة “Emirates” التي حصلت على المركز الرابع في الترتيب العالمي لعام 2022، والثاني مصر للطيران التي خرجت خارج القائمة أساسًا.
– الأولى توفر لك تذكرة بمقابل 5800 جنيه، في تاريخ 26 يوليو 2023، مع إمكانية السماح بـ 3 حقائب بوزن 23 كيلو، فضلًا عن حقيبة على الطائرة، ومنحك نقاط مكافآت مجانية، والثانية مع مصر للطيران، التي تبلغ تذكرتها في نفس الموعد التي تتيح حقيبتين 5760 جنيه، أي أقل 40 جنيه فقط، فيما لا تتيح التذكرة الأرخص سوى حقيبة فقط، فضلًا عن اختلاف تصنيف الخدمة.
7- تعاقب وزراء الطيران على الشركة
في تصريح سابق لأحد كبار المسئوولين بالشركة للنسخة الإنجليزية من “الأهرام” في أكتوبر 2021، بمناسبة سعي الشركة للحصول على قرض بـ 5 مليارات جنيه، قال المسؤول إن تعاقب 9 وزراء للطيران منذ ثورة يناير 2011 على الوزارة أدى إلى أن يغير كلًا منهم سياسة وإدارة مصر للطيران، ما أثر عليها بالسلب.
اقرأ المزيد: