ناقش تقرير استخباراتي إسرائيلي عن احتمالات توسيع الهجمات المدعومة من إيران وينفذها وكلاءها ليمتد إلى أهداف استراتيجية خارج إسرائيل خاصة مع إعلان الموساد عن إحباط عملية إرهابية في البرازيل.
التقرير رصد عودة الصراع الإيراني الإسرائيلي في أفريقيا بعد هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية في عملية طوفان الأقصى، والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
المخاوف الإسرائيلية بدأت بضغوط سعودية إماراتية على حكومة تل أبيب في توسيع دائرة الصراع بعد إطلاق الحوثيين عدد من الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى على ميناء إيلات ثم تقرير آخر عن عودة نشاط الحرس الثوري في أفريقيا بعدما استهدفت مجموعات مجهولة قاعدة وموقع إسرائيلي في اريتريا.
واريتريا بالأخص شهدت صراعًا إيرانيًا إسرائيليًا منذ العقدين الماضيين، لإنشاء قواعد عسكرية وعلاقات سياسية واقتصادية مع دول شرق أفريقيا الأمر الذي أدى إلى تحرك خليجي أمريكي لمنع ذلك وتم انسحاب وحدات عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، عبارة عن سفن بحرية إيرانية وغواصة واحدة على الأقل في أحد الموانئ.
ومع القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة بدأت إيران في تخفيف الضغط عبر توجيه بعض الهجمات غير مؤثرة لإسرائيل مثل ما تفعله حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن أو الحشد الشعبي في العراق.
لكن ما يقلق تل أبيب ما حدث في 25 أكتوبر في هجوم شنه «مجهولين» على القاعدة العسكرية الإسرائيلية في جزيرة أرخبيل دهلك في ارتريا وتم إصابة عدد من الجنود ومقتل ضابط، وهي قاعدة محصنة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر أو بالاخص للطريق المؤدي لميناء إيلات.
وأضافت مصادر عسكرية في إريتريا: الهجوم الأول كان على قاعدة في دهلك والهجوم الثاني كان على مركز عسكري إسرائيلي في أعلى نقطة في جبل أمباسفير الذي تستخدمه إسرائيل كمركز تجسس في البحر الأحمر.
وتقيم إسرائيل في هذه الجزيرة أكبر قاعدة بحرية لها خارج حدودها في جزر وذلك بموجب اتفاقية بينها وبين اريتريا وقعت في عام 1995، ثم أعقبها شراء 4 جزر أخرى أمام مضيق باب المندب تم توطين يهود الفلاشا بهم.
ورغم استقرار إسرائيل في القرن الأفريقي إلا أن النشاط الإيراني يلاحقه خاصة مع أهميته لتأمين الوجود الفارسي في اليمن مع صعود الحوثيين وسيطرته على مدن عديدة بفضل الدعم العسكري لطهرات ففي تقرير لمتابعة نشاط الحرس الثوري في كينيا كشف عن نشاط لـ«الوحدة 400 في فيلق القدس» التي زرعها قاسم سليماني قبل اغتياله من الولايات المتحدة في العراق بحسب بيان البنتاجون.
وفيلق القدس له نشاط في القرن الأفريقي وظهر تقرير في وسائل الإعلام عام 2012 عن إلقاء الشرطة الكينية بالتعاون مع مخابرات دول أخرى، القبض على إيرانيين اثنين بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية ضد إنجلترا والمملكة العربية السعودية وأمريكا وإسرائيل.
وخلال الاستماع إلى التهمة الموجهة إلى هذين الشخصين، قيل إنهما عضوان في الوحدة 400 التابعة لفيلق القدس ويسعيان إلى إنشاء قاعدة لهذه القوة في كينيا. وعلى الرغم من الحكم على هذين الشخصين بالسجن لمدة 15 عامًا، إلا أنه تم إطلاق سراحهما لاحقًا من السجن بموجب اتفاق بين إيران وكينيا وعادا إلى إيران.
وتركز معظم النشاط الإيراني في كينيا في مدينة مومباسا الساحلية. وتعد هذه المدينة ذات الأغلبية السكانية المسلمة أهم مدينة سياحية في كينيا. وأن استثمار إسرائيل في المجمعات السياحية في كينيا جعل من هذا البلد هدفًا مهمًا لفيلق القدس.
كما شكل التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل وأجهزة المخابرات الغربية مع الحكومة الكينية عقبة أخرى أمام أنشطة فيلق القدس. وإلى جانب اعتقال إيرانيين اثنين في عام 2012، تم في عام 2015 أيضًا اعتقال شرطيين كينيين ووحدة تجسس، وفي ديسمبر 2016، تم القبض على محاميين إيرانيين بتهمة الارتباط بفيلق القدس ومحاولة تحديد أهداف إسرائيلية للتخريب.
وتسعي إيران في تجنيد مجموعات من مسلمي كينيا بهدف التسلل عبر الحدود نحو اريتريا لتهديد الوجود العسكري الإسرائيلي أو على الأقل ازعاجه، بعدما فشل إيران في التوصل مع حكومة اريتريا إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من ميناء عصب مقابل اتفاق نفط.
لكن الإمارات نجحت في إحباط جهود طهران وسارعت بالاتفاق على تأسيس قاعدة إماراتيه في ميناء العصب ارتيرتية وعقد عده اتفاقات اقتصادية وثم لحقتها السعودية بهدف إبعاد الخطر الإيراني من تهديد خطوط النفط العالمية.
اقرأ أيضًا:
يهودي وعدو نتنياهو .. من هو سفير أمريكا الجديد في إسرائيل؟
صدمة في إسرائيل .. الطقس السيئ يحارب في صف حماس