كتب: هناء سويلم
«أبرز من قدم دور الصعيدي في السينما المصرية الفنان عبد الله غيث ، والذي اشتهر بأداء دور «علوان البكري» في مسلسل ذئاب الجبل، وصل إلى العالمية من خلال أداء دور حمزة بن عبد المطلب في فيلم «الرسالة».
ولد عبد الله غيث يناير 1930، في كفر شلشلمون منيا القمح بمحافظة الشرقية، ينتمي لأسرة تمتلك مئات الأفدنة، ودرس والده الطب في لندن لكن مع بوادر الحرب العالمية الأولى استدعوا والده ليتولى العمودية بالقرية، توفى والده وهو في سن صغيرة فاستمر في التعليم بقريته لكنه كان شقيًا يهرب من المدرسة ليذهب إلى السينما والمصرح وبالكاد حصل على الثانوية.
تزوج وهو في 18 من عمر، من ابنة خالته، وعمل في الإشراف على زراعة أراضيه لمده 10 سنوات، ثم سافر للقاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية تحت إشراف شقيقه الأكبر حمدي غيث والذي كان أستاذًا بالمعهد.
رشحه الفنان يوسف وهبي، ليكون خليفته على المسرح، فأصبح النجم الأول للمسرح على مستوى العالم، وأفضل من قدم المسرح الشعري على الأطلاق، وحصل على جائزة عن دوره في مسرحية «الوزير العاشق»، كما بكت عليه السيدة جيهان السادات عندما توفى في المسرحية.
المسلسل العالمي «الرسالة»، كان نقلة تاريخية في مشوار عبدالله الفني، فكان يجسيد شخصية أسد الأسلام «حمزة بن عبدالمطلب» في الفيلم الذي صنع منه نسختين باللغتين العربية والإنجليزية، وكان منافس غيث في النسخة الإنجليزية هو الممثل العالمي أنتوني كوين.
ذكرى وفاة عبد الله غيث
خشي عبدالله في البداية من فكرة التنافس مع كوين، خاصة وهو نفس الدور بنفس المشاهد، وشعر بالقلق، لكن ما إن انتهى من أداء الدور أشاد به أنطوني كوين قائلاً: «أنت أفضل مني، ولو كنت في أوروبا أو أمريكا لكان لك شأناً آخر».
انحصر حلم عبدالله، في الفلاحة و الفن، وكان دائم التردد على قريته يرتدي الجلباب ويجلس على المصطبة تحت الجميزة في الغيط على شاطئ الترعة بعيداً عن المظاهر والشكليات، مرتين في الأسبوع ورشحه أهالي قريته للعمودية بعد وفاة والده وأخيه الأكبر، وافق مبدئيًا وأضيئت المنازل في الريف ترحيباً بهذه الموافقة ولما شغله الفن عن تولي العمودية ساهم في توليتها لابن عمه.
عانى عبد الله غيث من سرطان الرئة وأخفى مرضه عن أصدقائه وأسرته ولم يخبر به أحدًا، حتى علموا قبل وفاته بـ 15 يومًا فقط، وأثناء تواجده بالمستشفى أرسل إليه الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وفدًا يخبره بتواجد طائرة خاصة لنقله في أي مكان في العالم للعلاج لكن كان الآوان قد فات ورحل في 13 مارس 1993، أثناء تصويره مسلسل ذئاب الجبل، حيث تعرض لأزمة قلبية مفاجئة وتم تغيير نهاية المسلسل من أجل وفاته.