كتب: هناء سويلم
يحل اليوم ذكرى وفاة الملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، استمر حكمه 16 سنة قبل إطاحة الضباط الأحرار به في ثورة 23 يوليو 1952، وإجباره على التنازل للعرش على ابنه أحمد فؤاد الأول والذي لم يكن يبلغ 6 شهور، ونفيه إلى روما حتى توفى في 16 مارس 1965.
الملك فاروق هو ابن الملك فؤاد الأول، ولد في 11 فبراير 1920، اهتم والده به بطريقة مبالغ فيها من الحرص، وجعل تربيته محاصرة على والدته وأخواته البنات والمربية الأجنبية، والتي كانت صارمة ومتسلطة وكانت تعترض على أوامر الملكة نازلي والدة فاروق.
أصبح الملك فاروق وليًا للعهد في سن صغير، وبدأت بريطانيا تتابعه باعتباره الملك المستقبلي، ويحتك بالثقافة الإيطالية خاصة وأن الحاشية الإيطالية مسيطرة على والده، وخاصة كبير مهندسي القصر ارنستو فيروتشي.
بدأت بريطانيا تطالب بسفر الأمير الصغير لتلقي التعليم في بريطانيا، خاصة بكلية «ايتون»، لكن رفض الملكة نازلي وصغر سن الأمير أخر الأمر، وعندما بلغ الـ 14 طالب السير مايلز لامبسون بضرورة سفر الأمير الصغير، ولم يستطيع الملك فؤاد الرفض هذه المرة، وأثناء وجود الأمير فاروق في بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد وأصبح على فراش الموت وقد بدأت بريطانيا تستعد للأمر، واقترحت تشكيل مجلس وصاية مكون من ثلاثة أعضاء: الأمير محمد علي توفيق وهو ابن عم الأمير فاروق وقد كان ذا ميول إنجليزية وكان يرى دائما أنه أحق بعرش مصر، والثاني هو محمد توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء الأسبق وهو من رجال القصر، والثالث هو الإمام الأكبر الشيخ المراغي.
قصة حياة الملك فاروق
وبوفاة الملك فؤاد عاد الأمير فاروق إلى مصر ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده وتم إسناد مهام الملك إلى مجلس الوصاية الذي اختاره الملك فؤاد قبل وفاته، وهم الأمير محمد علي توفيق أكبر أمراء الأسرة العلوية سنًا والذي أصبح وليا للعرش كذلك وظل يشغل هذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد، وشريف صبري باشا، شقيق الملكة نازلي، وعزيز عزت باشا وزير الخارجية، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور حتى أتم الملك فاروق 18 سنة وتم تتويجه رسميا كملك للبلاد وتولى العرش منفردا دون مجلس وصاية.
تعرض الملك فاروق لاصطدام سيارته التي أهداها له هتلر، بسيارة مقطورة عسكرية إنجليزية، وكان عائدا من رحلة صيد بط قرب الإسماعيلية، ووقع الحادث أمام بوابة معسكر المنشآت الهندسية رقم 140، وكاد يودي بحياة الملك، وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء مصر وأجرى جراحة خطيرة في الحوض، وترددت الشائعات بأن الحادث كان مدبرا للتخلص من الملك فاروق بسبب تفاقم الخلاف الحاد بينه وبين السفير البريطاني.
استمر حكم فاروق مدة ستة عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد، والذي كان عمره 6 أشهر، وتم عزله ونفيه وغادر على ظهر اليخت الملكي المحروسة، وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه.
توفى الملك فاروق 18 مارس 1965، وهو في الـ45 من عمره، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم «ايل دي فرانس» الشهير بروما، وقيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين يد إبراهيم البغدادي، والذي ترك القنصلية الأمريكية وذهب للعمل جرسون في المطعم الذي يتردد عليه الملك، وهو ما نفاه إبراهيم البغدادي وهو أحد أبرز رجال المخابرات المصرية.
تزوج فاروق من الملكة فريدة للمرة الأولى، وأنجب منها 3 بنات، فريال وفوزية وفادية، وبدأت المشاكل تدب بين الزوجين بسبب رغبته في إنجاب وليًا للعهد، فهجرها وخانها فطلبت الطلاق، واشترط الملك فاروق للموافقة على الطلاق إعادة الهدايا التي أهداها إياها خلال الزواج والتاج الذي أعطته لها الملكة نازلي، كما حاول يشترط في وثيقة الطلاق عدم زواجها مرة أخرى لكن الشيخ محمد المراغي شيخ الأزهر، رفض لمخالفة الطلب للشريعة الإسلامية.
تزوج للمرة الثانية من الملكة ناريمان، وأنجبت له ولي العهد ابنه أحمد فؤاد الأول، وأصبحت ملكة مصر لمدة 14 شهرًا فقط، ورحلت مع فاروق إلى إيطاليا، وناريمان كانت مخطوبة للدكتور محمد زكي هاشم نائب مجلس الدولة، وتحدد الزفاف لكن عندما عرض عليها الملك فاروق الزواج تركت خطيبها رغم معارضة والدها الأمر.
ويقال أن من أحد أسباب ثورة الشعب على الملك فاروق هو حبهم للملكة فريدة وغضبهم من الملك بسبب طلاقها وزواجه من أخرى، بالإضافة لفساد الملك فاروق.