سناء جميل.. يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة سناء جميل، التي ولدت يوم 27 أبريل عام 1930، وتوفت في 22 ديسمبر 2002 بعد مسيرة ناجحة خلال مشوار حياتها لتصل إلى هذا الاسم الكبير في عالم الفن.
حياة سناء جميل
تبدأ القصة حينما علمت الأسرة المُنحدرة من وسط الصعيد، أسرة ثريا الطالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، دخول ابنتهم عالم التمثيل.
كما تعود إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، بسبب عملها في المسرح الحديث، وقتها ضربها شقيقها الأكبر وطردها خارج المنزل، بعد تعنتها في استمرارها في مجال التمثيل، وعدم الرجوع عن القرار.
لم تتمالك سناء جميل نفسها في أحد اللقاءات مع الإعلامي مفيد فوزي، حين سألها عن هذا الموقف.
وجلست سناء صامتة بعض الوقت كأنها تستحضر الأحداث التي مرت عليها أكثر من نصف عقد من الزمان وقتها، وحكت بدموعها: «أخويا أول ما عرف أني بمثل ضربني بالقلم وطردني بره البيت، وأول مرة ساعتها كنت اتضرب بالقلم».
مصاعب وأزمات
وفي تِلك الليلة التي طردت فيها سناء لم تجد مأوى، فذهبت لأستاذها في المعهد الفنان سعيد أبو بكر، واستقبلها هو وزوجته في منزله.
وفي اليوم الثاني أخبر أبو بكر الفنان زكي طليمات مؤسس معهد الفنون المسرحية وعميده وقتها بالأمر، فقرر «طليمات» مساندتها وأسكنها في بيت الطالبات، وأخذ لها إذنًا بالتأخير نظرًا لعملها بعد الدراسة بالمسرح.
كانت تلك الأزمة هي بداية الاعتمادعلى النفس للفنانة سناء، حيث أنها نهاية الأربعينيات والخمسينيات، قررت سناء وهي فتاة صغيرة الاعتماد على نفسها.
فكانت لا تأكل في يومها إلا الجبن الأبيض، مع العيش فقط، كان مرتبها وقتها عبارة عن 6 قروش صاغ من المعهد و6 قروش صاغ من المسرح الحديث.
ولكن وخلال نفس اللقاء أكدت سناء أنها لم تكن تشعر وقتها بالألم لأن كان لديها حلم أكبر من هذا، وكانت تطمح لتكون ممثلة كبيرة، فكانت تعلم جيدًا أن تِلك المُعاناة ستنتهي: «هي دي الحاجات اللي عملت سناء جميل».
العمل في تفصيل الملابس
وبعد انتهاء فترة دراسة “سناء” في المعهد، وخروجها من بيت الطالبات، أرادت أن تجد دخلًا آخر.
فذهبت لشراء أدوات التفصيل والتطريز، وعملت في مجال تفصيل الملابس والمفارش، وجمعت بعض المال من هذه المهنة، بجانب التمثيل.
وكانت تبيع هذه المُنتجات للأصدقاء وبعض المحلات بمنطقة وسط البلد.
واستطاعت ادخار بعض الأموال، فذهبت لتأجير إحدى الشقق بمنطقة أرض شريف بالعتبة، بعدما أبلغتها الفنانة نعيمة وصفي بأن هناك شقة في الدور الأرضي إيجارها شهريًا 3 جنيهات.
وبالفعل ذهبت “سناء” وأخذتها، لكن كانت الشقة على البلاط، فذهبت لشراء بعض الأشياء للمعيشة، فجاءت بـ«باجور جاز وحلة وكنكة وسرير وملل»، وصُدمت بأن أموالها قد انتهت، فاستخدمت ملابسها بدل المرتبة لتنام عليها، ما سبب لها انزلاقا غضروفيا فيما بعد.
وظلت سناء جميل تعاني من قطيعة أسرتها لنهاية عمرها، الأمر الذي قالت عنه وهي تبكي أيضًا: «علشان كده طول عمري بعاني من الخوف وعدم الأمان».
اقرأ المزيد:
بنخبي وجع وحزن وراء النضارة.. الفنانة هيدي كرم تتصدر التريند لهذا السبب