يحل اليوم ذكرى اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ثالث ملوك المملكة العربية السعودية، على يد ابن اخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، والذي أطلق النار على عمه في 25 مارس 1975، وهو يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي بمكتبه بالديوان الملكي واخترقت إحدى الرصاصات الوريد وأرادته قتيلًا.
وأطلق الأمير فيصل ثلاث رصاصات على عمه الملك، أصابت الأولى وجهه والثانية رأسه وأخطأته الطلقة الثالثة، نقل الملك بعدها إلى المستشفى وفارق الحياة هناك.
دوافع القتل
كانت هناك ثلاث دوافع للأمير فيصل لقتل عمه الملك، الأول هو تحريض من الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما قطع الملك فيصل النفط عن الولايات المتحدة والغرب أثناء حرب أكتوبر 1973، هذا التفسير جاء لأنه كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية وحياته الاجتماعية على النمط الغربي.
أما الدافع الثاني أنه قام باغتيال عمه فيصل بسبب شقيقه الأكبر وهو خالد بن مساعد، والذي قاد مظاهرات وإضرابات في أواسط الستينيات الميلادية وحاول اقتحام مقر التلفزيون السعودي بالسلاح، وانتهت العملية بمقتله على يد قوات وزارة الداخلية وقام بقتل عمه فيصل انتقام وثأر من مقتل شقيقه الأكبر.
وهناك دافع ثالث لاغتيال الملك هو الانتقام و الثأر من إسقاط حكم أسرة آل رشيد وهي عائلة والدة الأمير فيصل، حيث كانت أسرة آل رشيد تنافس أسرة آل سعود سياسيا في إقليم نجد في وسط شبه الجزيرة العربية.
وأصدرت المحكمة الشرعية حكمها بإعدام الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز، ونُفذ حكم الإعدام بالسيف بعد 82 يومًا من اغتيال الملك فيصل بالرياض.
الملك فيصل
ولد الملك فيصل في عام 1906، وترتيبه الثالث بين أولاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية.
تولى قيادة القوات السعودية في منطقة عسير في عام 1922 وقاد الجيش الذي سيطر على منطقة الحجاز في عام 1925، وفي عام 1926 أرسله والده إلى بريطانيا وفرنسا لشرح التطورات السياسية في الجزيرة العربية بعد ضم الحجاز، كما عينه والده كأول وزير للخارجية في تاريخ المملكة عام 1930.
بدأت الخلافات بين الملك فيصل وبين أخيه الأكبر الملك سعود بن عبد العزيز بعد محاولة الأخير اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وقام ناصر بفضح المحاولة على الهواء مباشرة، وفي عام 1960 سحب الملك سعود الوزارات التي يتولاها فيصل وحصر مهماته في رئاسة مجلسها فقط، واجتمع علماء الدين والقضاة واتفقوا على عزل الملك سعود وتنصيب الملك فيصل بدلًا عنه.
خلاف الملك فيصل وعبد الناصر
وتسبب دعم الملك فيصل لإمام اليمن لاحقًا، أثناء الثورة اليمنية، إضافةً إلى محاولة إنشائه ما عرف «بحلف بغداد» الموالي للغرب بشكل مباشر، بمواجهة بينه وبين جمال عبد الناصر على الأراضي اليمنية، وبعد نكسة عام 1967 زار الملك فيصل مصر، ووعد بتقديم ما يلزم لمساعدة مصر بعد الحرب، ومع قيام الحرب في عام 1973 ضد إسرائيل أوقف الملك فيصل إمدادات النفط عن الدول الغربية في محاولة للضغط عليها للتوقف عن دعم إسرائيل.