كتبت: هناء سويلم
في اليوم العالمي للمرأة نعرض لكم قصة «إيفا حبيب»، وهي أول طالبة فتاة درست بالجامعة الأمريكية في مصر، بدأت القصة بعدما تخرجت من المدرسة الثانوية وهي بعمر 16 سنة بأعلى متوسط درجة في فصلها الدراسي للثلاث سنوات الأخيرة، ومُنحت أول جائزة لها.
وعن اليوم العالمي للمرأة خلال زيارتها للمدرسة في الصيف، التقت بمدرس اقترح عليها التقدم للالتحاق بالجامعة الأمريكية في القاهرة، باعتبارها ستكون رائدة بسبب مجالها الأكاديمي، وعندما قدمت الفكرة لوالدها قدم دعمه الكامل لها؛ لأنه كان يعتقد أن التعليم غاية في حد ذاته، وليس مجرد وسيلة.
والدها هو حبيب بك المصري، من كبار أراخنة الكنيسة القبطية، ومسؤولًا حكوميًا شغل منصب أمين عام مجلس الشيوخ بعد الاستقلال 1924، وعمل في وزارة المالية وحصل على لقب الباشا من الملك فاروق.
ذهبت إيفا مع والدها للقاء تشارلز واتسون، رئيس ومؤسس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعد مراجعة القوانين واللوائح لم يجد ما يمنع إلتحاق المرأة بالكلية، وتم قبول إيفا في الجامعة عام 1928.
درست إيفا العلوم الاجتماعية، والعلوم الطبيعية، لكنها فضلت علم الفلك؛ لأنه سمح برحلات دراسية إلى مرصد حلون، كما درست الخطاب والأدب والفلسفة، وحصلت على مقرر اختياري في الصحافة في سنتها الأولى، ما أدى لمشاركتها في مجلة AUC وأصبحت رئيس تحريرها، كما كانت عضوًا في النادي العالمي ولعبت البيانو.
اليوم العالمي للمرأة
وعن يومها الأول في الجامعة، ذكرت إيفا أنها شعرت بالتوتر في يومها الأول: «عند وصولي لوجهتي في الجامعة الأمريكية، لم أسير على رصيف الجامعة نفسها بل عبرت الشارع وسرت في الجانب الآخر لتقييم الوضع، لكني شعرت بالقلق فجأة، وشعرت بالرغبة في العودة للمنزل، لكن كبريائي وكرامتي دعماني وركضت بين حشد الطلاب في الجامعة وصعدت السلالم، كنت أقوم ببناء قوتي الداخلية والتأثير على مصيري المستقبلي».
برعت إيفا في الجامعة الأمريكية، وفازت بمسابقة التهجئة السنوية وحصلت على أعلى الدرجات في جميع فصولها الدراسية، وحصلت على لقب «متفوق»، وتخرجت عام 1931 وقالت في مذكراتها: «سوف أتذكر يوم التخرج مدى الحياة بفرح عظيم».
وتواصلت معها رائدة حركة تحرير المرأة، هدى شعراوي، بعد تخرجها لتعرب لها عن سعادتها بإنجاز إيفا وتحقيق حلمها بإتاحة التعليم العالي للفتيات في مصر، وعملت إيفا رئيس تحرير لجريدة «المصرية» والتي أسستها هدى شعراوي، وشغلت المنصب 5 سنوات قبل أن تتسبب الحرب في إغلاق الجريدة،,
تزوجت إيفا من محامي يدعى يوسف وهاجرت معه إلى أمريكا، ودرست في خمس جامعات مختلفة، وحصلت على درجة الماجيستير في علوم المكتبات، وأصبحت مواطنة أمريكية وأمين مكتبة ناجحة في مكتبات جامعة نيويورك.