كيف أصلي صلاة الاستخارة لاختيار شريك الحياة؟.. قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن الحيرة فعل نفسي، موجود داخل كل إنسان، خاصة فى حال إقباله على الزواج أو شراء منزل أو الذهاب لعمل جديد.
وأوضح العالم الأزهري، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، بحلقة برنامج “من القلب للقلب”، المذاع على فضائية “mbc masr2″، اليوم الاثنين: “ربنا قال لنا نعمل إيه، لازم نخلى ربنا فى قلوبنا ونتوكل على الله حق توكله، لازم نخلى التوكل على الله واقع ملموس فى حياتنا”، وبعدها نأخذ بالأسباب، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى: ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا “.
وأضاف: “لما تتوه وتتوتر من المستقبل، لازم تعمل أمرين، أولها الاستخارة، لازم نرجع لربنا ونستخير ربنا، هو اللى خلقنا وهو بيده كل شئ، فالإنسان صنع الله، فالله يريد العبد أن يختار صح، فأول ما اختار زوجه أو أعزل من البيت، أو أشوف وظيفة، فالأمر الثانى هو أن نأخذ بالأسباب، لازم دائما الإنسان فى الزوجة أو الزوج، يختار من يطمن قلبه أو يريحه ويكون على قده، يعنى على قد لحافك مد رجليك”.
وتابع: “صلاة الاستخارة هناك أفضل أوقات ومنها ليلة الخميس بالليل بعد انتصاف الليل، وهو ليلة الجمعة وهى ليلة مباركة، ويوم الاثنين لأنه ولد فيه سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويوم مقابلة سيدنا النبي بالله”.
ماهي صلاة الاستخارة؟
هي صلاة خاصة تُصلى لطلب الرشاد واتخاذ القرار الصحيح في مواقف الحياة المهمة. يُعتبر فضلها عظيمًا ومهمًا في الإسلام، وذلك بناءً على العديد من الأحاديث النبوية والتوجيهات الدينية.
- مصدر الفضل: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَاستَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَاسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ.” (رواه البخاري)
- الاعتماد على الله: صلاة الاستخارة تعلم المسلم أنه يجب عليه أن يعتمد على الله في اتخاذ قراراته، وأنه لا يملك العلم الكامل بمستقبله، لذا يتوجه إلى الله ليهديه ويسهم في توجيهه للخير.
- توجيه العقل والقلب: تشجع صلاة الاستخارة على مزج العقل والقلب في اتخاذ القرارات. فبينما يُستشير الله ويُسأل الرشاد، يظل المسلم ملزمًا بالتفكير العقلاني والنظر في الجوانب المنطقية للقرار.
- السلامة من الندم: إذا قرر المسلم أن يستخير في أمره، فإنه يبتعد عن الندم في المستقبل، سواء كانت النتيجة توافق توقعاته أم لا، حيث يؤمن أنه قد استخير بتوجيه الله.
- الركيزة الروحية: تعتبر ركيزة روحية تؤكد على تفوق الروحانية في الحياة اليومية، وكيف يمكن للإيمان أن يلعب دورًا حاسمًا في توجيه الإنسان.
في النهاية، يمكن القول إن فضل صلاة الاستخارة يتجلى في توجيه الإنسان نحو الخير وتحقيق الرضا في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا:
شيخ الأزهر: هناك دعوات مستجابة لا تغلق في وجهها السماء أبدًا