قال صندوق النقد الدولي اليوم الخميس إن اقتصادات الشرق الأوسط تتعافى تدريجياً منذ الأزمة الناجمة عن حرب روسيا وأوكرانيا، لكنها أبدت تخوفًا من الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي يمكن تضعف التوقعات.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن المنظمة تراقب عن كثب التأثير الاقتصادي للحرب، خاصة على أسواق النفط، حيث تقلبت الأسعار.
وقالت في مؤتمر صحفي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش بالمغرب: «سماء الاقتصاد العالمي يمر بسحابة سوداء يمكن أن تعكس تأثيرات سلبية على توقعات صندوق النقد الدولي بتعافي الاقتصاد العالمي منذ أزمة الحرب الروسية والأوكرانية».
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو الاقتصادي إلى 2% هذا العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من 5.6% العام الماضي، مع إبقاء الدول على أسعار الفائدة مرتفعة ومواجهة ارتفاع أسعار النفط والتحديات المحلية. ومن المتوقع أن يتحسن النمو إلى 3.4% في عام 2024.
وهذا أقل من توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3٪ هذا العام ولكن أعلى من توقعات العام المقبل البالغة 2.9٪.
وقال صندوق النقد الدولي إن الدول الغنية في الخليج العربي وأماكن أخرى ستستفيد من ارتفاع أسعار النفط ، في حين لا تزال مصر ولبنان تعانيان من ارتفاع معدلات التضخم.
وأضاف: «يشكل تغير المناخ تحديا في جميع أنحاء المنطقة، كما رأينا في الفيضانات المدمرة التي حدثت الشهر الماضي في ليبيا التي مزقتها الحرب ».
وتابع: «من المتوقع أن يبلغ متوسط التضخم ذروته عند 17.5% هذا العام قبل أن يتراجع إلى 15% في عام 2024، وينخفض كلا الرقمين بنحو الثلث باستثناء مصر، حيث ارتفع التضخم إلى ما يقرب من 40% الشهر الماضي ، والسودان التي تعاني من تمزق منذ اشتباكات المسلحة بين الدعم السريع والجيش السوداني».
وأكد صندوق النقد الدولي أن مصر شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعطيل شحنات القمح الحيوية . وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 70% في أغسطس مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي».
وأشار إلى حصول مصر على خطة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي العام الماضي، الأمر الذي يتطلب مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، بما في ذلك التحول إلى سعر صرف مرن وارتفاع تكاليف الاقتراض.
كما دعا صندوق النقد الدولي مصر تسعى إلى تكافؤ الفرصبين القطاعين العام والخاص و خفض الدعم الحكومي على أسعار السلع الأساسية.
وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، إن مصر حققت “تقدما في مجالات معينة أكثر من غيرها”.
وقال: «مصر تتمتع باقتصاد واعد، كبير الحجم، وإمكانيات كبيرة. ومن المهم للغاية توفير المساحة للقطاع الخاص ليكون في المقدمة».
متى تحصل مصر على قرض صندوق النقد الدولي؟
على جانب أخر، أكد قيادات مسؤولة في صندوق الدولي أن هناك تعاون وثيق مع مصر لتحديد مواعيد مناقشة المراجعة التي تأخرت كثيرًا لبرنامج إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار، مشيرًا إلى التقدم الأخير في الإصلاحات.
وقالت كريستالينا جورجييفا، العضو المنتدب للبنك، للصحفيين يوم الخميس خلال الاجتماعات السنوية للبنك في مراكش: “تركز مناقشاتنا بشكل كبير على التأكد من نجاح مصر».
وأضافت أننا قدمنا لمصر دعمًا استثنائيًا منذ جانحة فيروس كورونا، بدءًا من 8 مليارات دولار ثم 3 مليارات دولار وحققت مصر تقدمًا جيدًا على عدد من الجبهات، بما في ذلك السياسة المالية، وتنفيذ استراتيجية الخصخصة، والتعاون مع فريقنا حول أفضل السبل لإدارة السياسات النقدية في هذا الوقت العصيب.
وتابعت : «أن مصر نجحت. ونحن حاليا نقوم بتحديد التحديات للتأكد من أن مصر قادرة على تحقيق هذا التقدم وتحديد موعد للمهمة».
وقالت مصر الشهر الماضي إنها اتفقت مع صندوق النقد الدولي على دمج المراجعة الأولى والثانية للصندوق لبرنامج الإصلاح الاقتصادي بعد تأجيل المراجعة الأولى باستمرار وسط تساؤلات حول التقدم الذي أحرزته القاهرة في الوفاء بشروط صندوق النقد الدولي.
واختتمت جورجيفا بالإشادة للحكومة المصرية ومحافظ البنك المركزي ووزير المالية مؤكدة أنهم يتعاملون بشكل جيد مع التحديات الصعبة للغاية منذ العزو الروسي لأوكرانيا.
اقرأ أيضًا:
بث مباشر.. صندوق النقد الدولي يطلق جرس إنذار جديد بسبب «طوفان الأقصى»
شروط صندوق النقد الدولي لمصر 2022
رئيس الخطة والموازنة لـ اندبندنت: مصر تطلب تمويلاً جديداً من صندوق النقد الدولي بقيمة 1.3 مليار دولار