سيلا محمود.. في ظل الأوضاع القاسية التي يواجهها سكان قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي المستمر، تعيش عائلات النازحين ظروفًا مأساوية مع بدء فصل الشتاء. من بين هذه العائلات، كانت “سيلا محمود الفصيح”، الرضيعة التي تجمدت من شدة البرد في خيمة على شاطئ البحر في منطقة مواصي خان يونس، والتي أُعلن عنها من قبل الاحتلال الإسرائيلي “منطقة إنسانية آمنة مؤقتة”.
سيلا محمود الفصيح
مما يزيد الوضع مأساوية هو انقطاع المساعدات الإنسانية، فضلاً عن تدمير البنية التحتية والظروف القاسية التي يعاني منها سكان القطاع، وخاصة الأطفال الذين يتعرضون للبرد القارس والأمطار الغزيرة.
وفي تصريحات له، أكد الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، أن “سيلا” توفيت جراء انخفاض درجات الحرارة، وهو ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في هذه المناطق. كما أضاف أن هذه الطفلة ليست الوحيدة التي فارقت الحياة بسبب البرد، حيث توفي طفلان آخران خلال الـ48 ساعة الماضية، أحدهما في اليوم الثالث من ولادته، والآخر في شهره الأول.
وأشار الفرا إلى أن “هناك زيادة في حالات وفيات الأطفال نتيجة لنقص الرعاية الطبية وعدم توفر الإمكانيات اللازمة، خصوصاً في أقسام الحضانة التي تعمل فقط بنسبة 20% من طاقتها”. كما أوضح أن العديد من الأطفال الخدج يفارقون الحياة بسبب عدم توفر أجهزة التنفس الاصطناعي والظروف القاسية التي تمر بها المستشفيات.
في الوقت نفسه، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن الأرقام المروعة لعدد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا بسبب العدوان الإسرائيلي، حيث بلغ عددهم 14,500 طفل منذ بداية الهجوم، وهو ما يضاعف مأساة الأطفال في غزة الذين فقدوا حياتهم ومستقبلهم.
تستمر الحملة الدولية للمطالبة بتقديم الدعم الإنساني العاجل لتخفيف معاناة سكان غزة، خاصة الأطفال، الذين يواجهون شتاء قاسيًا، وهم بلا مأوى آمن أو رعاية صحية كافية.