كتب: هناء سويلم
يحل اليوم 9 مارس، ذكرى خطبة الوداع ، آخر خطب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أثناء أداء «حجة الوداع»، يوم عرفة على صعيد عرفات، والتي أصبحت دستورًا للمسلمين، ونبراسًا للعلم في القيم الأخلاقية والمعاملة المثالية.
الخطبة ألقيت في 9 ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة، والذي وافق يوم 9 مارس 632 ميلاديًا، في صعيد عرفات على جبل الرحمة، في «الحجة اليتيمة» للرسول والذي توفى بعدها بثلاثة أشهر.
وإليكم أبرز ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «اليوم أتممت عليكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا»، وفي خطبته حرم الرسول سفك الدماء بغير الحق وأقر العدالة والمساواة، وأوصى بالنساء خيرًا، كما حرم الربا؛ لأنه يسحق الفقراء ويجعل المجتمع طبقي مليء بالأحقاد والضغائن، كما طالب الرسول المسلمين، بدفن الجاهلية والتمسك بكتاب الله، كما حذر من الشيطان، وطالب الداعية بالبلاغ لا النتائج.
وجاء كلام الرسول: «أيها الناس إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا (عرفة) فِي شَهْرِكُمْ (ذوالحجة) هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا (البلد الحرام) أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ، وإنكم سَتَلْقَوْنَ ربكم فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أعمالكم وقد بَلّغْتُ،فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانةٌ فلْيُؤُدِّها إلى مَنْ ائْتمَنَهُ عَلَيها، ألا وإنَّ كلَّ شيْءٍ من أَمْرِ الجاهلية تحت قَدَمَيّ مَوْضوعٌ ودماء الجاهلية مَوْضُوَعةٌ.. وإنَّ رِبَا الجَاهِليّة مَوضوعٌ، أيُّها النَّاس، إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادةٌ في الكُفرِ، يُضَلُّ به الذينَ كَفَروا».
تفاصيل خطبة الوداع
وأضاف: «وإن عِدَّةَ الشُّهُور عند الله اثنا عَشَرَ شهرا،منها أربعة حُرُمٌ ثلاثة مُتَوَالِيَةٌ ورَجَبُ مُضَرَ،الذي بين جمادى وشعبان، أَيُّها النَّاس، اتقوا الله في النساء، فإنّكم إنما أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله واسْتَحْلَلْتُ فُرُوجَهُنَّ بِكَلَماتِ الله، واسْتَوْصُوا بالنساء خَيْرِا، فإنَّهُنَّ عِنْدَكُم عَوَانٌ لا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شيْئا، وقد تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فلن تَضِلُّوا أَبَدًا، أَمْرًا بَيِّنًا، كتاب الله وسنة نبيّه».
وتابع: «أَيُّها النَّاس، اسمعوا قولي واعْقِلُوهُ، تَعْلَمُنَّ أَنَّ كل مسلم أخٌ للمسلمِ وأَنَّ المسلمين إخوةٌ، فَلاَ يَحِلُّ لامْرِىءٍ مَالُ أَخيهِ إلاّ عَنْ طِيبِ نفْسٍ منهُ، فلا تَظْلِمُنَّ أنفسكم اللّهمَّ هَلْ بَلّغْتُ؟ وسَتَلْقَوْنَ ربكم فلا تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفاراً يَضرِبُ بَعْضُكُمْ رقابَ بَعْض، أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ، وآدمُ من تُراب، أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ،اللّهُمّ اشْهَدْ».
كما تحدث الرسول في ختام خطبته عن الميراث قائلًا: «إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا وصية لوارث.. الولد للفراش وللعَاهِرِ الحَجَرُ،من ادَّعَى إلى غير أبيه أو تَوَلَّى غير مَوَالِيهِ فعليه لعنة الله».
ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين ولم يصل بينهما شيئًا، ثم أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر، وعندما أفاض إلى الحرم صلى الظهر وشرب من ماء زمزم.