يوفر لكم موقع “من العاصمة الإخباري” خطبة الجمعة للدكتور محمد محرز اليوم 9 جمادي الآخرة 1445 هـ، الموافق 22 ديسمبر 2023م، بعنوان ” نداءات القرآن الكريم للمؤمنين”.
عناصر خطبة الجمعة اليوم للدكتور محمد حرز
أولا: نداءاتُ الرحمنِ لأهلِ الإيمانِ.
ثانيا: فضلُ أمةِ النبيِّ المختارِ ﷺ.
ثالثا: بَادرْ قبلَ أنْ تُبادرَ.
خطبة الجمعة اليوم للدكتور محمد حرز
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ الأنفال: 24،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في صحيحِ البخارِي مِنْ حديثِ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: « كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى )) فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلهِ وصحبِهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
عبادَ الله: ( نداءاتُ القرآنِ الكريمِ للمؤمنين )عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا .
أيُّها السادةُ: بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ أنْ يكونَ حديثُنَا عن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنين، وخاصةً و اللهُ جلَّ وعلَا ينادِيكَ، فهل تجيبُ نداءَ اللهِ جلَّ وعلَا؟ والنبيُّ ﷺ يدعُوكَ، فهل تُلبِّي دعوتَهُ ﷺ؟ اللهُ تعالَى ينادِيكَ قائلًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، فهلْ أجبنَا اللهَ جلَّ وعلَا؟! ونبيُّنَا ﷺ يأمرُنَا وينهَانَا، قال ﷺ: (مَا نَهَيْتُكُمْ عنْه فاجْتَنِبُوهُ، وما أمَرْتُكُمْ به فافْعَلُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ)، متفقٌ عليهِ، فهلْ أطعنَاهُ؟ فهلْ استجبنَا لأمرهِ ونهيهِ ؟!وخاصةً وسرعةُ استجابَتِكَ لنداءاتِ الرحمنِ ولأوامرِ اللهِ ورسولِهِ ﷺ دليلٌ على صدقِ إيمانِكَ، وقوةِ يقينِك، وشدةِ حبِّكَ للهِ ورسولهِ، قالَ ابنُ مسعودٍ -رضي اللهُ عنه-: إذا سمعتَ )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ(فأرعِ لها سمعَك، فإنَّها إمَّا خيرٌ تُؤمرُ بهِ أو شرٌّ تُنْهَى عنهُ….وللهِ درُّ الشافعِيِّ رحمَهُ اللهُ
تَعصِي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ *** هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقًا لَأَطَعتَهُ *** إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
أولًا: نداءُ الرحمنِ لأهلِ الإيمانِ
أيُّها السادة: لو نظرنَا إلى القرآنِ الكريمِ وتأملنَا ما فيهِ لوجدنَا أنَّ اللهَ جلَّ وعلا خاطبَ عبادَهُ المؤمنينَ بلفظِ الإيمانِ في القرآنِ مرارًا وتكرارًا في أكثرِ مِن تسعينَ موضعًا في كتابِ اللهِ ،ونادَى عليهِم بنداءِ الكرامةِ في القرآنِ لأنَّهُم هم المنتفعونَ على الحقيقةِ بالأوامرِ والنواهِي بسببِ إيمانِهِم، قالَ جلَّ وعلا: “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ” الذاريات:55، ابتدأَ اللهُ هذه النداءاتِ بقولِه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) سورة البقرة: 104، وختمَهَا بقولِهِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ (التحريم: 8)، ونداءاتُ الرحمنِ كثيرةٌ وعديدةٌ، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: قولُهُ جلّ وعلا: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، فحرَّمَ جلَّ وعلا أكلَ أموالِ الناسِ بالباطلِ بالربا والرشوةِ بالغشِّ بالخداعِ، وحرّمَ أكلَ حقوقِ البناتِ وأكلَ المواريثِ وأكلَ أموالِ اليتامَى، فقالَ النبيُّ المختارُ ﷺ: ( لا يَحِلُّ مَالُ امرئٍ مُسلِمٍ إلَّا بطيبِ نفسٍ منه)، ومنها قولُهُ جلَّ وعلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (البقرة: 172)، فهل أكلنَا مِن الطيباتِ أم مِن الخبائثِ؟ وهل شكرنَا اللهَ على نعمِهِ وفضلِهِ وكرمِهِ أم نسِينَا نعمَ اللهِ جلَّ وعلَا ولم نؤدِّ شكرَهَا ؟ وللهِ درُّ القائلِ:
إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ فَاِرعَها***فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ النِعَم
وَحافِظ عَلَيها بِتَقوى الإِلَهِ***فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم
ومنها قولُهُ جلَّ وعلا: ( يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسولَ وأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم فِي شَيءٍ فَردُّوهُ إِلى اللهِ ورَسولِهِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيرٌ وأَحسَنُ تَأويلاً (سورة النساء: 59، فهل أطعْنَا اللهَ ورسولَهُ أم عصينَا أمرَ اللهِ وأمرَ رسولِه ﷺ؟ فالمُستجِيبُون للهِ ورسولهِ هم أهلُ الفلاحِ والصلاحِ والنجاحِ في الدنيا والآخرةِ، وهم المؤمنونَ حقًّا، الفائِزُونَ بالمطلوبِ، النَّاجُونَ مِن الكُرُوبِ، فتقرُّ أعينُهُم، وتسعَدُ أرواحُهُم. وللهِ درُّ القائلِ
فمَن يدَّعِي حبَّ النبيِّ ولم يفدْ*** مِن هديهِ فسفاهةٌ وهراءُ
فالحبُّ أولُ شرطهِ وفروضهِ ***إنْ كانَ صادقًا طاعةٌ ووفاءُ
ومنها قولُهُ جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فالصلاةُ عمادُ الدينِ، وجوهرُ الإسلامِ، وهي رأسُ القرباتِ والعباداتِ، وهي مصدرُ البرِّ، ومبعثُ الخيرِ، وطهرةٌ للقلبِ من أدرانِ الذنوبِ والمعاصي والآثامِ، فبصلاحِهَا يُصلحُ العملُ كلُّهُ، وبفسادِهَا يُفسدُ العملُ كلُّهُ، والصبرُ مفتاحُ الفرجِ، وصدقَ المعصومُ ﷺ إذ يقولُ كما في حديثِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)رواه مسلم.
ومنها قولُهُ جلَّ وعلا: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)، فالعدلُ والإنصافُ شعارُ المؤمنِ الحرِّ الأبيِّ، قال ابنُ كثيرٍ – رحمَهُ اللهُ تعالى -:يأمرُ تعالى عبادَهُ المؤمنينَ أنْ يكونُوا قوَّامينَ بالقسطِ، أي: بالعدلِ، فلا يعدلُوا عنه يمينًا ولا شمالًا، ولا تأخذهُم في اللهِ لومةُ لائمٍ، ولا يصرفُهُم عنه صارفٌ، وأنْ يكونُوا متعاونين متساعدين، متعاضدين متناصرين فيه)، فالعدلُ في القضاءِ والشهادةِ بالحقِّ، وتحريمُ الظلمِ الذي يؤدِّي إلى ضياعِ حقوقِ العبادِ، أمرنَا بهمَا المولَى في قرآنِهِ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90) وحرّمَ سبحانَهُ شهادةَ الزورِ، فقالَ جلَّ وعلا: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]، وقال النبيُّ ﷺ: (ألَا أنبئكُم بأكبرِ الكبائر؟ الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدين، وقولُ الزورِ)، وحذرنَا سبحانَهُ مِن الهوىَ، فالهوىَ سببُ كلِّ شرٍّ، فمَن جعلَ هواهُ قائدًا لهُ ضلَّ عن الهدَى وعن صراطِ اللهِ المستقيمِ، وحينئذٍ يرفضُ الشرعَ، ويرفضُ النصيحةَ، ويظنُّ أنَّهُ على الحقِّ، ويتكبرُ ويتعالَى على خلقِ اللهِ جلَّ وعلا.
ومنها قولُه جلَّ وعلا: ( يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطواتِ الشَّيطانِ ومَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللهِ عَليكُم وَرَحمتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِن أَحدٍ أَبداً وَلكنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشاءُ واللهُ سَميعٌ عَليمٌ {سورة النور: 21، فحذرنَا سبحانه مِن الشيطانِ وخطواتِه، فالشيطانُ هو العدوُّ اللدُودُ للإنسانِ، فلا بُدَّ للمسلمِ أنْ يتذكّرَ هذه العداوةَ، وأنْ يجعلَهَا نصبَ عينهِ، أنْ لا ينسَى أبدًا أنَّ هناكَ قَرِينًا مِن الشيطانِ مُلازِمًا له لا يفارقُه، يتربّصُ بهِ مِن يومِ ولادتِه إلى يومِ فراقِه للحياةِ، يحاولُ هذا العدوُّ هذا القَرِينُ إضلالَهُ وإبعادَهُ عن سبيلِ اللهِ، وقد توعّدَ وأقسمَ بعزّةِ اللهِ على إضلالِ بنِي آدمَ: { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـاكِرِينَ) [الأعراف: 16. فالشيطانُ يخطُو بكَ خطوةً تلو خطوةٍ حتى تكونَ مِن الهالكينَ الخاسرينَ ويتبرأُ منكَ يومَ القيامةِ يومَ الحسرةِ والندامةِ، فتبرأْ منهُ الآنَ وتخلصْ مِن شرِّهِ وكيدِهِ قبلَ أنْ يتبرأَ منكَ يومَ القيامةِ يومَ يقفُ على منبرٍ مِن نارٍ في وسطِ جهنمَ ويخطبُ خطبتَهُ الشهيرةَ: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ إبراهيم: 22 وللهِ درُّ القائلِ:
إِنِّي بُلِيتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا***إِلا لأَجْلِ شَقَاوَتِي وَعَنَائِي
إِبلَيْسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى***كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلُّهُمْ أَعْدَائِي
أيُّها السادةُ: سرُّ نداءِ اللهِ تعالَى لعبادِهِ المؤمنين بوصفِ الإيمانِ هو أنَّهُم بإيمانهِم الحق أحياءٌ يسمعون ويعقلون ويقدرون على الفعلِ والتركِ، فاللهُ جلَّ وعلا ما نادَاهُم إلّا ليأمرَهُم بمَا هو خيرٌ لهُم، أو لينهاهُم عمَّا هو شرٌّ لهُم، إذ بفعلِ المأمورِ وتركِ المنهِي عنهُ تتحققُ تقوَى اللهِ عزَّ وجلَّ، وبالإيمانَ والتقوَى تكونُ ولايةُ اللهِ للعبدِ، واسمعْ ما قالَهُ اللهُ جلَّ وعلا: “أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” ، لذا يجبُ على المؤمنينَ إذا سمعُوا نداءَ اللهِ لهُم أنْ يصغُوا ويسمعُوا لأنَّه ناداهُم ليأمرَهُم أو ينهاهُم فإذا فعلُوا المأمورَ وتركُوا المنهِي إيمانًا واحتسابًا تحققتْ لهُم ولايةُ اللهِ ففازُوا بذهابِ الخوفِ والحزنِ عنهُم في الدنيا والآخرةِ وهم في الغرفاتِ آمنون. جعلنَا اللهُ وإيّاكُم منهُم بفضلِه وجودِه وكرمِه إنّه ولىُّ ذلك ومولاه.
ثانيــــًا: فضلُ أمةِ النبيِّ المختارِ صلى الله عليه وسلم
أيُّها السادةُ : لمَّا نادَى اللهُ جلَّ وعلا على أمةِ مُحمدٍ ﷺ نادَى عليهم بنداءِ الكرامةِ تشريفًا لنبيِّنَا ﷺ وتكريمًا لفضلِه ﷺ فقالَ جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، قال عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ ـ رضي اللهُ عنه: إِذَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فَأَصْغِ إِلَيْهَا سَمْعَكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ تُؤتَى بِهِ أَوْ سوء تُصْرَفُ عَنْهُ) (رواه البيهقي في شعب الإيمان)، ولمَّا نادَى اللهُ جلَّ وعلا على الأممِ السابقةِ نادَى عليهم بنداءِ العلامةِ فقال: (يا أيُّها الناسُ)، وقال: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ )، يا أبناءَ الطينِ والترابِ (يا أبناءَ المساكين) وكيف لا ؟ وأمةُ النبيِّ ﷺ أمةٌ كريمةٌ أمةٌ مرحومةٌ أمةٌ عظيمةٌ، وكيف لا؟ ولقد ثبتتْ أَفْضَلِيَّةُ هذه الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّة، وخيريتُهَا مِن خالقِهَا سبحانَهُ وتعالى، وذلك بشهادةِ ربِّ العالمينَ لها بالخيريةِ فقالَ: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ آل عمران: 110 وكيف لا ؟ روى الإمامُ مسلمٌ والإمامُ أحمدُ في مسندِهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: [“فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدْ الْمَاء”]، [“وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا”] -أي في الصلاة- [“عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ”وكيف لا؟ هذه الأمةُ مع أنَّهَا آخرُ الأممِ في الدنيا، ولكنهَا سابقةُ الأممِ في يومِ القيامةِ، ففي البخارِي ومسلمٍ مِن حديثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: [“نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”]، [“نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ قَبْلَ الْخَلَائِقِ”]، [“يُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ”]، [“وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ” وكيف لا؟ هذه الأمةُ الخيرُ فيهَا كلّها في أولِهَا وآخرِهَا، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ، أَمْ آخِرُهُ)) وكيف لا؟ وعَنْ أبي موسَي رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : “أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا: الْفِتَنُ، وَالزَّلَازِلُ، وَالْقَتْلُ)، وكيف لا ؟ وعندمَا مرَّ النبيُّ المختارُ ﷺ على نبيِّ اللهِ مُوسي في ليلةِ الإسراءِ والمعراجِ ؟ قَالَ: هذا مُوسَى فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قيلَ له: ما يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أبْكِي لأنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِن أُمَّتِي) متفق عليه، وهذا دليلٌ على فضلِ أمةِ النبيِّ مُحمدٍ ﷺ وكيف لا ؟واللهُ جلَّ وعلا جعلَ أمةَ مُحمدٍ ﷺ خيرَ أمةٍ أُخرجتْ للناسِ، وقالَ ﷺ في الحديثِ الصحيحِ(( وجُعِلتْ أمَّتي خيرَ الأمَمِ ))وفي سننِ الترمذِي يقولُ ﷺ أهْلُ الجنَّةِ عِشرونَ ومائةُ صفٍّ ثمانونَ منها من هذهِ الأمَّةِ وأربَعونَ مِن سائرِ الأممِ )) وما هُم في الناسِ إلّا كشعرةٍ كمَا في الحديثِ الذي رواه البخاريُّ ومسلمٌ مِن حديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تعالى يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ فَيَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ{ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ قَالَ أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلًا وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ ))فاسجدْ لربكَ شكرًا على أنْ جعلكَ مِن أمةِ الإسلامِ وعلى أنْ جعلَكَ مِن أمةِ النبيِّ المختارِ ﷺ.
ومـما زادنِي شـرفًا وتيهًا *** وكدتُ بأخمُصِي أطأُ الثُريَّا
دخولِي تحتَ قولِكَ يا عبادِي *** وأنْ صيرتَ أحمدَ لي نبيَّا
الخطبة الثانية : الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللِه ولا يستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ……. وبعدُ
ثالثا: بَادرْ قبلَ أنْ تُبادرَ
أيُّها السادة: لو نظرنَا إلى النداءِ الأخيرِ في القرآنِ لوجدنَاهُ يحثُّنَا على التوبةِ والرجوعِ إلى علامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ قبلَ فواتِ الأوانِ، قالَ جلَّ وعلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )، فتبْ إلى ربِّكَ قبلَ فواتِ الأوانِ، واندمْ على ما فاتَ واعزمْ على أنْ لا تعودَ إلى الذنبِ مرةً ثانيةً، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فبابُ التوبةِ مفتوحٌ لا يغلقُ أبدًا في كلِّ وقتٍ وحينٍ ما لم تطلعْ الشمسُ مِن مغربِهَا وما لم تصلْ الروحُ إلى الحلقومِ كما قالَ النبيُّ المختارُ ﷺ في حديثِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ)، رواه الترمذي. وأبشرْ: فما دمتَ في وقتِ المهلةِ فبابُ التوبةِ مفتوحٌ لقولِ المصطفَي ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) رواه مسلم ، فالبدارَ البدارَ بالاستغفارِ قبلَ فواتِ الأوانِ واسمعْ إلى العزيزِ الغفارِ وهو ينادِى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر:53)
رأيتُ الذنوبَ تُميتُ القلوبَ****وقد يورثُ الذلُّ إدمانَهَا
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ****وخيرٌ لنفسِكَ عصيانهَا
أيُّها المسلمُ أيُّها الموحدُ: بادرْ واستجبْ لربِّكَ وهو يدعُوكَ إلى الصلواتِ الخمسِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، بادرْ واستجبْ لربِّكَ في كلِّ أمرٍ أمرَكَ بهِ، بادرْ واستجبْ لربِّكَ في تركِ كلِّ ما حرَّمَ عليكَ مِن صغيرٍ أو كبيرٍ مِن ظلمِ العبادِ والغشِّ في المعاملةِ والكذبِ أو الغيبةِ، وأكلِ الربَا، والنظرِ إلى الحرامِ، وشربِ الحرامِ مِن المسكراتِ والدخانِ وغيرِهَا، وقُلْ كمَا قالَ الأولون: انتهينَا انتهينَا ربَّنَا .بادرْ بالأعمالِ الصالحةِ قبلَ أنْ تغادرَ الحياةَ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا)) رواه مسلم، سبحانَ الله، استجابةٌ سريعةٌ هائلةٌ لإعلاناتِ الدنيا ومساهماتِ الدنيا، أمَّا الآخرةُ فكتابُ اللهِ يُتلَى، والقرآنُ مليءٌ بإعلاناتٍ ربانيةٍ تترَا )سَابِقُوا) (وَسَارِعُواْ) (فَاسْتَبِقُوا) (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26. فأين هم أبناءُ الآخرةِ لينافسُوا أبناءَ الدنيا؟ أين هذا التزاحمُ الرهيبُ الذي نراهُ والتنافسُ الذي نشهدهُ في المساهماتِ وفي مشاريعِ الدنيا وفي الساحاتِ الخضراءِ في ملاعبِ كرةِ القدمِ؟! أين هم مِن بيوتِ اللهِ في أوقاتِ الصلواتِ؟! نريدُ أنْ نزاحمَ على أبوابِ الجنةِ، ونحن لا نزاحمُ على أبوابِ مساجدِنَا !!!بادرْ بالتوبةِ والندمِ على ما فرطنَا في جنبِ اللهِ قبلَ أنْ تبادرَ على أعناقِ الرجالِ !!فيَا إخوتاه ما للعيونِ إلى زهرةِ الحياةِ الدُّنْيَا الفانيةِ ناظرةٌ؟!وما للأقدامِ عن طَرِيقِ الهدايةِ الواضحةِ حائرةٌ؟ !وما للعزائمِ والهممِ عن الْعَمَلِ الصالحِ فاترةٌ؟ !وما للنفوسِ لا تتزود مِن التقوى وهي مسافرةٌ؟!وما لها لا تتأهبُ وتستعدُّ للنقلةِ إلى دارِ الآخِرَةِ، أركُونًا إلى الدُّنْيَا وقَدْ فرّقتْ الجموعَ وكسرتْ أعناقَ الأكاسرةِ، وقصرتْ آمالَ القياصرةِ وأدارتْ على أهلِهَا مِن تقلبِهَا الدائرةَ أم اغترارًا بالإقامةِ ومطايا الأيامِ بكم في كُلِّ لحظةٍ سائرةٍ أم تسويفًا بالتوبةِ والأعمالِ فهذه وَاللهِ الفكرةُ والصفقةُ الخاسرةُ.فيا حَسْرَةَ نفوسٍ أطمأَنَّتْ إلى الدُّنْيَا دارِ الغرورِ، ويا خرابَ قُلُوبٍ عمرتْ بأمانِي كُلِّهَا باطلٌ وزورٌ، ويا نفاذَ أعمارٍ يُنقصُ منها كُلُّ يومٍ وساعةٍ ولا يُزَادُ ويا خيبةَ مسافرٍ يسيرُ السيرَ السريعَ وَهُوَ بلا زادٍ، فالبدارَ البدارَ بالتوبةِ البدارَ البدارَ والغنيمةَ الغنيمةَ قبلَ انتهاءِ وَقْتِ الاختيار وحضورِ وَقْتٍ لا تقالُ فيه العثرات، فلنسارعْ بالاستجابةِ لأوامرِ اللهِ؛ لنكونَ على خُطَى النبيِّ ﷺ والصحابةِ الأخيارِ الأطهارِ. فيَا سعادةَ مَن أطاعَ أمرَ ربِّهِ ورسولِهِ واستجاب !!ويا خسارةَ مَن أعرضَ عن الاستجابةِ لهما واستكبرَ واستجبر!!بادرْ قبلَ أنْ تبادرَ ولا تيأسْ ولا تقنطْ وإنْ كبرَ الذنبُ:(إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف: من الآية87
وَلَدَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ آدَمَ بَاكِيًا *** وَالنَّاسُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرُورَا
فَاجْهَدْ لِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ إِذَا بَكَوْا *** فِي يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكًا مَسْرُورَا
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.