كتب: هناء سويلم
خالد البلشي نقيبا للصحفيين ، انتهت أمس الجمعة، انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين، على منصب النقيب و6 من أعضاء المجلس، ويتنافس على مقعد النقيب 11 مرشحًا، وعلى مقاعد المجلس 40 مرشحًا، واكتمل النصاب القانوني لانتخابات نقابة الصحفيين ليصل إلى 2454 صوت، بفوز البلشى بمقعد النقيب .
وتأسست نقابة الصحفيين في 31 مارس 1941، بعد صدور القانون رقم 10 لسنة 1941 الذى تقدم به رئيس الوزراء الأسبق، علي ماهر، لمجلس النواب، والذى كان يتضمن مشروع إنشاء نقابة للصحفيين فى مصر.
وعن فوز خالد البلشي نقيبا للصحفيين وقبل تأسيس النقابة، خاض الصحفيون معركة لإنشاء كيان نقابي يتحدث باسمهم، وخرجت الفكرة من جريدة الأهرام في 1891، وتكرر النداء في 1909، وتم تشكيل أول نقابة تحت التأسيس فى العام 1912، على يد عددًا من أصحاب الصحف القومية، وانتخب في الجمعية العمومية الأولى، مسيو «كانيفيه» صاحب جريدة «لاريفورم» بالإسكندرية نقيبًا.
لكن لم يستمر الأمر طويلا، وتسببت الحرب العالمية الأولي فى تأجيل الفكرة، بعد تأسيس أول رابطة للصحفيين علي يد 5 من الصحفيين وهم «داود بركات وإسكندر سلامة ومحمد حافظ عوض وجورج طنوس»؛ وأعلن المؤسسون في هذا الوقت أن هدف الرابطة هو السعي باتجاه إنشاء نقابة تضم الصحفيين المشتغلين بالمهنة في مصر.
وفي 1924، صعد الصحفيون مطالبهم، وتقدم ثلاثة منهم وهم: أمين الرافعي ومحمد حافظ عوض وليون كاسترو، بطلب إلى رئيس الوزراء ودعا الصحفيون الخمسة جميع المشتغلين بالمهنة إلى سلسلة من الاجتماعات لإعداد مشروع النقابة التي أعلنوا قيامها في نفس العام، قبل أن يصدر في العام 1936 مرسوم باعتماد نظام «جمعية الصحافة»، في عهد وزارة علي ماهر، لكن عدم اعتماد البرلمان لهذا المشروع، حال دون اكتمال الفكرة ودخولها حيز التنفيذ.
وتقدم رئيس الوزراء علي ماهر في 27 نوفمبر من العام 1939 بمشروع قانون لإنشاء نقابة للصحفيين إلى مجلس النواب، وبعد عامين من الجدل أقر مجلس النواب مشروع القانون في العام 1941، ولم يكن للنقابة مقر رغم أن موافقة الحكومة على إنشائها اقترنت بشرط توفير مقر لها، وسارع من اجله الأستاذ محمود أبو الفتح، وهو أول نقيب تم انتخابه بالتنازل عن شقته بعمارة الإيموبيليا لتصبح أول مقر لها.
وعندما حان موعد عقد اجتماع جمعية عمومية عادية للصحفيين عام 1942، احتاج مجلس النقابة إلى مكان متسع لعقد جمعيتهم وتم اختيار قاعة نقابة المحامين الكبرى لعقد هذا الاجتماع، ولوحظ وجود قطعة أرض فضاء مجاوره لنقابة المحامين عليها بضع خيام، وتوجه نقيب الصحفيين إلي جهات الاختصاص في الدولة وطلب هذه الأرض ليقام عليها مبنى النقابة، لكنه علم أنها مملوكة للقوات المسلحة البريطانية.
وخلال هذه الفترة سعت النقابة لإيجار مقر آخر، وأمر وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، في 1944 بالاستيلاء على مبنى من طابق واحد بشارع قصر النيل رقم 33 أمام عمارة الإيموبيليا والبنك الأهلي، ومصادرته لصالح نقابة الصحفيين فورا بعد أن كان ناديا للعب القمار، وظل هذا المبنى مقرا للنقابة وناديا لها تم دعمه بمكتبة قيمة تحتوي على 4000 كتاب.
خالد البلشي نقيبا للصحفيين
ورغم أن مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء، أمر بتخصيص قطعة الأرض المجاورة لنقابة المحامين ليقام عليها النقابة إلا أن مساعي فكري أباظة نقيب الصحفيين، وقتها في 1944 لم تكلل بالنجاح لتنفيذ أمر رئيس الوزراء، لأن جهات الاختصاص في الدولة لم تكن قادرة على أن تأمر القوات المسلحة البريطانية بالجلاء عن هذه الأرض.
وأثناء غياب فكري أباظه بالخارج، قام حافظ محمود، وكيل النقابة بتوجيه إنذار إلى القيادة البريطانية بالقاهرة للجلاء عن هذه الأرض، واستجابت القيادة البريطانية وواجهت النقابة بعد ذلك مشكلة التمويل، وقدمت النقابة مطلب لمجلس الوزراء الذي وافق على اعتماد 40 ألف جنيه تحت حساب تكاليف المبنى.
وقال رئيس الوزراء لمجلس النقابة «يسعدني أن أبلغكم بأن يتم هذا البناء ويفرش بأحدث المفروشات حتى يصبح منارة إشعاع تطل منها مصر بحضارتها العريقة على الدنيا كلها.. أريدكم أن تعرفوا أنني قررت أنه عندما يحضر وفد أجنبي إلي مصر أن أعزمه في نقابة الصحفيين لأنها مرآة صادقة للمجتمع المصري».
وقد عهد إلي المهندس الدكتور سيد كريم أن يعد تصميما للنقابة ووضع النقيب محمود أبو الفتح حجر الأساس للمبنى أول يونيو 1947 وتم افتتاحه رسميا في 31 مارس 1949 وبلغت تكاليفه 701و39801 جنيه.
وفي عام 1981، نجح النقيب صلاح جلال، في استصدار قرار من الرئيس حسني مبارك بالتنازل دون مقابل عن قطعة الأرض المقام عليها مبنى النقابة على أن يقتصر الانتفاع بها على أعضاء النقابة ويحظر التصرف فيها للغير لمدة خمسة وعشرين عاما، وتم عمل رسوم تفصيلية ولإقامة مبنى جديد يتكون من 17 طابقا وقدرت التكلفة بـ12 مليون جنيه ومع ذلك لم ير المشروع النور.
وفي 1995 وضع النقيب إبراهيم نافع، ضمن أولوياته تنفيذ هذا المشروع وحصل بالفعل على دعم مبدئي من الدولة في ذلك الوقت بلغ 10 ملايين جنيه وتم وضع حجر الأساس في 10 يونيو 1997 خلال الاحتفال بيوم الصحفي وفى عام 1998 وقع مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين عقد بناء المبنى مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة، وانتهى العمل بالمبنى وتم تأسيسه والانتقال إليه في يوليو 2002.