كتب: هناء سويلم
ذكرى رفع العلم المصري على أرض طابا .. تحتفل مصر كل عام في 25 إبريل بذكرى تحرير سيناء والذي تم في 1982، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء وخرج منها أخر جندي إسرائيلي وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، ما عدا مدينة طابا ، والتي خاضت من أجلها مصر حربًا دبلوماسيًا أمام إسرائيل في التحكيم الدولى انتهى لصالح مصر باسترداد أرض طابا في 19 مارس 1989 ورفع العلم المصري عليها.
تحرير طابا
ووقف الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، رافعًا علم مصر على أرض طابا ، وبدأ السلام الوطني المصري وهتف مبارك قائلًا: «لقد ارتفع العلم المصري على أرض طابا ولن ينتكس أبدًا»، بعد خلاف بدأ بين مصر وإسرائيل في أواخر 1981، بعدما رفضت إسرائيل الانسحاب من أرض طابا استكمالًا لتنفيذ معاهدة كامب ديفيد.
وتحجج الجانب الإسرائيلي بوجود خلاف بشأن علامات الحدود الدولي، خصوصًا العلامة 91، والتي زعمت إسرائيل أنها تتبع لها، وتنازع الطرفان على هذه المنطقة والتي بلغت كيلو متر واحد فقط، وسعت إسرائيل لفرض سيطرتها على هذه المنطقة لأهميتها بالنسبة لمدينة إيلات، وقامت ببناء فندق «سونستا طابا»، في محاولة لإثبات ملكيتها رغم اتفاق الطرفين على عدم إنشاء أي مباني.
وفي 13 مايو 1985، قرر رئيس الوزراء المصري بتشكيل اللجنة القومية لطابا، برأسة عصمت عبد المجيد وبعضوية 24 خبيرا، لدراسة مصرية أرض طابا، والخوض في حرب تحكيم دولية ضد الجانب الإسرائيلي، ووافق الجانب الإسرائيلي بعد ضغط الولايات المتحدة على التحكيم الدولي بين الطرفين حول النزاع على أرض طابا، تنفيذا للمادة السابعة من معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، والتي نصت على حل الخلافات بين الطرفين عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتم ذلك تحال إلى التحكيم.
واثبت الفريق المصري، مصرية طابا من خلال الوثائق والخرائط التي تثبت تبعية طابا للسيادة المصرية، من الأرشيف المصري والبريطاني والتركي، كما تمكنوا من جمع 10 وثائق من الأرشيف الإسرائيلي ذاته، وأثناء جلسة علنية بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، أيدت هيئة التحكيم الدولية موقف مصر بأغلبية 4 أصوات ضد صوت واحد هو ممثل إسرائيل، لتنتقل ملكية طابا بما فيها من منشآت سياحية إلى مصر، وتم تغيير اسم الفندق الإسرائيلي إلى هيلتون طابا.
وأهمية طابا بالنسبة للإسرائيليين كانت تكمن في أنها مطلة على رأس خليج العقبة والممتدة على شاطئ طابا بين سلسلة الجبال الشرقية وربوة جرانيتية قليلة الارتفاع ملاصقة لمياه الخليج، وهي ذات أهمية بالغة لمدينة إيلات، والتي تعتبر أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة، والتي تطل على خليج العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا المصري.