تحفظ جامعة جنوب الدنمارك، ما يقرب من 10 آلاف مخ بشري، تم جمعها دون موافقة المرضى الذين ماتوا في مؤسسات للطب النفسي في جميع أنحاء الدنمارك على مدار أربعة عقود حتى الثمانينيات؛ وهي المجموعة الأكبر من نوعها في العالم.
وفي التسعينيات، قرر مجلس الأخلاقيات الدنماركي، استخدام تلك الأدمغة في البحث، والتي ساعدت في دراسة العديد من الأمراض، منها الخرف والاكتئاب.
وتمتلك الجامعة 9479 مخًا من جثث مرضى عقليين، يتم حفظها في دلاء بيضاء يحتوي على الفورمالين.
وقال الدكتور مارتن ويرنيفليت نيلسن، أخصائي علم الأمراض والمسؤول عن الأمخاخ، إن الشيء الرائع الذي فعلوه في ذلك الوقت، أنهم عندما انتهوا من تشريح الجثث احتفظوا بالمخ وبالمواد التي قاموا بفحصها، لإمكانية استخدامها على مر السنين في الأبحاث.
وأشار إلى أن مفهوم الصحة النفسية قد تغير على مر السنين؛ لأنه في ذلك الوقت لم تكن أهمية حقوق المرضى ذات أهمية قصوى، وتم جمع الأدمغة بعد الانتهاء من تشريح جثث المرضى في معاهد الطب النفسي في جميع أنحاء الدنمارك دون الحصول على موافقتهم.
وأكد المؤرخ يسبار فاتشي كرا، أن في ذلك الوقت لم يكن هناك أناس يطرحون الأسئلة حول ما يحدث في مؤسسات الدولة، ولم يكن للمرضى العقليين كثير من الحقوق، وكان يمكن أن يتم علاجك دون موافقتك على العلاج المحدد.
ولم يكن يومها يُنظر إلى المرضى على أنهم على قدر المساواة مع الدنماركيين الآخرين.
وقضى مجلس الأخلاقيات الدنماركي في التسعينيات على استخدام تلك الأمخاخ للبحث العلمي، ومعرفة المزيد عن الأمراض العقلية.