نظمت جامعة الزقازيق تحت رعاية الأستاذ الدكتور عاطف حسين رئيس الجامعة احتفالية كبرى احتفاء وإحتفالا بالذكرى ٤٩ لإنتصارات أكتوبر المجيده بحضور اللواء نصر سالم رئيس جهاز الإستطلاع الأسبق والأستاذ الدكتور طايع عبداللطيف مستشار وزير التعليم العالى واللواء دكتور أحمد الشربينى رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط والدكتور السيد العباسى زميل كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية ونواب رئيس الجامعة وعدد من عمداء وأساتذة وطلاب كليات الجامعة.
بدأ الحفل بالسلام الجمهورى ثم القرآن الكريم وكلمة للدكتور السيد العباسى جاء فيها” إن حب الوطن يدفعنا لأن نقدم العديد من التضحيات،والمشاركة والأصطفاف خلف القيادة السياسية الحكيمة فى صنع التنمية والحضارة،ونؤكد للعالم أجمع بأن مصر أمنة ومحفوظة مهما حاول الأعداء النيل منها ومن شعبها الآبى،مصداقا لقول الله( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)،وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً)،وقوله أيضا (إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) فقال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة)،فمصر حاضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي الملك،وقال كعب الأحبار :لولا رغبتي في بيت المقدس لسكنت مصر،فقيل له ولما؟،قال لأنها بلد محفوظة من الفتن،من أرادها بسوء كبه الله”،وعندما دعا سيدنا نوح عليه السلام لحفيده مصر قال “اللهم اسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد”،ووصف عمرو بن العاص هذا البلد الأمين فقال: إنَّ ولاية مصر جامعة، تعدل خلافة،فمن أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها،وتغني أطيارها والبابا شنوده يؤكد عظمة مصر”مصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا”،حقا إنها مصر،حفظ الله مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء.
وتحدث الدكتور عاطف حسين ” نحتفل اليوم بذكرى تحرير سيناء الحبيبة،عندما تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف،يوم أكتوبر يوم العزة والكرامة ،يوم النصر الذى سيظل خالدا فى تاريخ أمتنا العربية ،لقد صنع رجال القوات المسلحة بدمائهم الذكية ملحمة عسكرية أبهرت العالم،ونتقدم بخالص التهانى لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وقواتنا المسلحة وكل أسر الشهداء فى الذكرى 49 لانتصارات أكتوبر،إن يوم العبور هو يوم خالد فى وجدان مصر والأمة العربية وشعوب العالم المحبة للسلام،ففى ظل الجمهورية الجديدة سوف نحقق أهدافنا ونحقق خطط التقدم وسننعم بحياة كريمة،لم تكن ملحمة أكتوبر ملخمة عسكرية فحسب،بل كانت اختبار حقيقى لقدرة الشعب على تحويل الحلم إلى واقع وتبعث فى المصريين روح جديدة تتسم بالتحدى والاصرار ومواجهة الصعوبات وتحقيق الانجازات ،وقد أصبح لنا درع وسيف كما قال الرئيس السادات، وانصح أبنائى الطلاب بالعلم والمعرفة والوعى لبناء الجمهورية الجديدة بالفكر المعتدل لتأسيس الشخصية السوية لمواجهة التحديات.
وأوضح الدكتور طايع عبداللطيف”أنقل لكم تحيات وتهانى الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي بمناسبة أعياد اكتوبر، روح أكتوبر بدأت وستسمر، كانت حرب أكتوبر اكتشاف لقدرات المصريين ،وصدق الرئيسي السيسي حينما قال “طول ما أحنا إيد واحدة ،محدش هيقدر علينا،ومن موقعى نطمئن القيادة السياسية بأن شباب مصر على قلب رجل واحد،وكل اكتوبر ونحن منتصرين .
وتحدث اللواء نصر سالم بقوله “تحية لأبناء مصر من الشهداء وأسرهم ،ونحن اليوم لا نكرم الشهداء،بل نكرم أسرهم لأننا أمة شهداء واليوم نعلى ونعظم كل من قدم شهيدا،والله كرم الشهيد كما جاء فى قوله”ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا ،بل أحياء عند ربهم يرزقون”،وللشهيد مكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند الله،فهنيئا لمن مات في سبيل الله من قادتنا وجنودنا الأطهار سواء كانوا من القوات المسلحه أو رجال الشرطة البواسل أو من الشعب المصري العظيم الذي مات وهو يدافع عن أرضه ووطنه ،ويجب علينا أن نتذكرهم دائما،ونعلم أولادنا وشبابنا قصص الكفاح والبطولات ليفخروا بأبائهم العظماء الذين بذلوا كل غال ونفيس فداء للوطن ومن أجل نعيش حياة كريمة وأمنه،ويوم ٣٠ أكتوبر ١٩٧٣ له ذكرى فى خاطرى،حيث كنت خلف خطوط العدو فى مهمة ،وظللت 6 أيام من يوم ٢٤ أكتوبر وحتى ٣٠ اكتوبر بدون طعام وأول شيء سمعته “وأنا على الربابة بغنى”ففرحت لأننا غيرنا الكآبه لفرح،حقيقة سرت 55 كيلو فى ليله رغم حملنا معدات تزن50 كيلو من أجل الوصول لمنطقة العمل،حقا ما قاله ربنا سبحانه” وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة”،دمرنا خط بارليف فى ست ساعات بفضل “وأعدوا لهم ما أستطعتم”،اسقطنا الفانتوم بالميج 21والهلوكوبتر “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى “، وبفضل الله وقفت مواجها لجندى اسرائيلى ولم يرانى” فأغشيناهم فهم لا يبصرون” وكان أول سؤال لقائدى بعد الحرب “هل استطعنا إدخال السرور على أهالينا لما حققناه من بطولات،فأكد لى أن الفرحة تعم أرجاء المحروسة”،فأحسيت وقتها أن قلبي يطير فرحا،واستطاع الرئيس السادات بجيشة القوى وخداعه وحنكته على إجبار الإسرائليين على الإنسحاب من سيناء وعقد معاهدة السلام وإنهاء النزاع .
وأكد اللواء أحمد الشربينى على أهمية دور المجتمع فى مساندة الدولة ومؤسساتها فى حرب الإستنزاف وأكتوبر” سبب إختيارى هذا الموضوع أن أي مؤسسة لابد أن تعمل فى بيئة إجتماعية وثقافية ،وإذا توافرت البيئة الخاصة فستعمل المؤسسة بنجاح،وكانت البيئة الاجتماعية والثقافية خلال حرب الاستنزاف واكتوبر حاضنة وداعمة للقوات المسلحة ، ومن أبرز المجالات التى قدمها المجتمع خلال هذه الفترة ،الثقافة والأدب والفن من خلال إستدعاء المخزون الحضارى وتسخير الكتابات لتهيئة الشعب لمعركة العبور والأغانى الوطنية “خلى السلاح صاحى..شد حيلك يا بلد،وحفلات أم كلثوم لاستعادة الشعور القومى ولفت نظر العالم العربى،وكذلك دور الشركات المدنية والعمال مع الجيش فى بناء حائط صواريخ الدفاع الجوى بمساهمة 21 شركة لوقف استهداف العمق المصرى وحماية قواتما ،ودور المقاومة الشعبية فى الدفاع عن السويس ودور المؤسسات الدينية من مشايخ وقساوسه والتى عملت على الحشد والتعبئة،حيث زارو الجبهة تحت إطار وطنى،وكذلك دور المرأة المصرية والجمعيات الأهلية من خلال تكوين لجنة ” صديقات القلم” لمخاطبة الرأي العام فى الخارج لتصحيح المفاهيم،ومشاركتهم فى العمل بالإسعاف لإنقاذ وعلاج الجرحي، ونحن الأن فى معركة التنمية ولابد من وقوفنا خلف قيادتنا السياسية،وعلى المجتمع دور هام فى دعم الدولة ومؤسساتها، ونهنئ قواتنا المسلحة فى يوم العزة والكرامة.
هذا وتخلل الحفل عدد من الإستعراضات عن تاريخ مصر من الماضى إلى الحاضروانتصارات أكتوبر وحياة كريمة ومصر جميلة .
واختتم الحفل بتكريم أسرة الشهيد الرائد محمد عاطف إبراهيم إبراهيم عطية والذى استشهد فى ٢٠٢٢/١/٢٥ وتكريم أسرة الشهيد مساعد إيهاب فتحى محمد والذى استشهد فى ٢٠٢٢/٦/١١،وتكريم أسرة الشهيد جندى رامى رياض محمد والذى استشهد فى ٢٠٢٢/٨/٢.