كتب: هناء سويلم
تحية كاريوكا، هي آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، تأسس على أسلوبها في الرقص مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، وعُرفت بالوطنية والمواقف البطولية من أيام الملك فاروق، وحتى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
اسمها الحقيقي بدوية محمد علي النيداني، ولدت بمدينة الإسماعيلية، والدها كان تاجر قوارب، تزوج 6 مرات وتوفى عندما كانت تحية في الرابعة من عمرها، فأُرسلت للعيش مع أخيها الأكبر غير الشقيق أحمد، والذي عاملها بشكل سيء وتعرضت للتعذيب وحبسها بالسلاسل، وحاولت الهروب مرات كثيرة إلا أنه كان يعثر عليها ويعذبها، حتى حلق شعرها تمامًا.
هربت من أخيها، وسافرت إلى القاهرة والتقت بالراقصة سعاد محاسن وعملت معها، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني، والتي ضمتها لفرقتها في 1935، لكن بدأت شهرتها بعدما أدت رقصة الكاريوكا الشهيرة في 1940، والتصق اسمها بالرقصة، وكانت شهرتها السبب في طلاق أختها فاطمة من زوجها علي الجداوي.
تزوجت تحية 14 مرة، وهناك بعض الأقاويل أنها تزوجت 17 مرة، بينهم الفنان رشدي أباظة والذي كان يصغرها في السن، كما تزوجت الفنان فايز حلاوة وشكلا ثنائيًا فنيًا قدما خلالها عدد من المسرحيات، واستمر زواجهما 18 سنة رغم فارق السن الكبير بينهما، لكن انتهى الزواج بفضيحة كبيرة بعدما طردها بملابس النوم واستولى على شقتها، حتى تدخل الشعراوي لحل النزاع إلا أنه تطاول على تحية فقذفته بطبق في وجهه، فطلقها وتزوج في شقتها.
زواج تحية كاريوكا
كما عُرف عن تحية شجاعتها وجرأتها، ففي 1953 عندما كانت بإحدى الفنادق الكبري مع الفنانة فاتن حمامة وزوجها عز الدين ذو الفقار في ذلك الوقت، طالب صاحب الفندق الأجنبي الرقص مع فاتن إلا أنها رفضت فوجه لها السباب والشتائم ما جعل تحية تقوم بخلع حذائها وضربه في إحدى عينيه، لكن الأجنبي لم يلتزم الصمت وطالبها بتعويض بقيمة 12 ألف جنية ولم تندم على فعلتها بل تفاخرت بها.
وفي 1956، أثناء مشاركتها في مهرجان «كان» الدولي بفيلم «شباب امرأة»، لم يلقى الوفد المصري نفس حفاوة وتقديم نجوم هوليود، وكانت ترتدي فستان سهرة كباقي نجوم المهرجان لكنها قررت أن تلفت الأنظار إليها وارتدت زي يعبر عن المرأة المصرية هو «الملاية اللف وشبشب بوردة»، ما وجه أنظار المهرجان إلى تحية والفيلم المصري.
لكن الغيرة دبت في نفوس النجمة الأمريكية ذات الأصول الإسرائيلية سوزارن هيوارد، والتي جلست بجانب الوفد المصري وأخذت تمتدح في إسرائيل وتسب في العرب، فانهال عليها الوفد المصري بالسباب، وتدخل النجم داني كاي تضامنًا مع سوزان وذهب ليتشاجر مع الوفد المصري، إلا أن تحية قامت بخلع «الشبشب» وصوبته نحو كاني في وجهه مباشرة.
إهانة تحية كاريوكا لداني لم تمر مرور الكرام، فرغم ترشيحها لنيل الجوائز عن فيلمها، إلا أن لجنة تحكيم المهرجان لم تعطيها أو تعطي الفيلم أي جوائز.
تحية لها العديد من المواقف السياسية، ففي إحدى المرات عندما كان الملك فاروق يحضر إحدى عروض الرقص لتحية سخرت منه في صالة الأوبرج، قائلة: «مكانك مش هنا يا جلالة الملك مكانك في القصر»، ما تسبب في غضب الملك وانصرافه مع حاشيته.
وكان لها دور في ثورة 1952، عندما ساعدت الفدائيين وكانت تنقل لهم الأسلحة في سيارتها، وساعدت محمد أنور السادات في الهروب من الإنجليز، وقُبض عليها لمدة 100 يوم عندما كانت متزوجة من أحد الضباط الأحرار بتهمة مساعدته في قلب نظام الحكم.