أمرت نيابة شمال القاهرة الكلية، بتسليم الطفل «شنودة» إلى السيدة آمال إبراهيم، والتي عثرت عليه، وفقا لنظام الأسر البديلة، بعد استطلاع النيابة لرأي فضيلة مفتي الجمهورية في ديانة الطفل، كما كلفت خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، باتخاذ الإجراءات القانونية لإعادة تسمية الطفل باسم رباعي اعتباري مسيحي لأب وأم اعتباريين مسيحيين.
عودة الطفل شنودة لوالدته
وأصدر الأزهر الشريف قتوى حول ديانة طفل لقيط قامت أسرة مسيحية بتبنيه بعد العثور عليه أمام إحدى الكنائس المصرية بشمال العاصمة القاهرة، وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هذه المسألة ذهب فيها العلماء إلى آراء متعددة، والذي يميل إليه الأزهر من بين هذه الآراء هو ما ذهب إليه فريق من السادة الحنفية، وهو أن الطفل اللقيط إذا وجد في كنيسة وكان الواجد غير مسلم فهو على دين من وجده.
وكانت السيدة آمال وزوجها أقاما دعوى طالبا فيها باستعادة «الطفل شنودة» الذي وجدوه في حمام كنيسة في القاهرة، ووقف قرار النيابة بتغيير اسمه وديانته إلى الإسلام، وقال الزوجان إنهما عثرا في عام 2018 على طفل حديث الولادة في حمام كنيسة السيدة العذراء مريم بحي الزاوية الحمراء في القاهرة، وبعد أربع سنوات من تربيته معهما، أبلغ أحد أقارب الزوج قسم الشرطة أن الطفل لم يعثر عليه داخل الكنيسة وإنما خارجها، وذلك لاعتقاده أن الطفل سيحجب الميراث عنه.
وقررت النيابة العامة نزع الطفل عن والديه بالتبني وإيداعه أحد دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وتغيير اسمه من شنودة إلى يوسف، وديانته من المسيحية إلى الإسلام.
وأعادت القضية قوانين التبني إلى الواجهة من جديد، وطالب كثيرون السلطات بإعادة النظر بالقوانين المعتمدة، وتعديلها لتناسب مختلف الديانات، ومن بين شروط وأحكام «نظام الأسر البديلة» أن تكون ديانة الأسرة ذات ديانة الطفل، ولم يُعثر في قانون الأحوال الشخصية على مادة واضحة تنص على تحديد ديانة مجهول النسب، لكن المعتاد أن الحكومة، تختار له اسمًا ثلاثيًا وتنسبه إلى الدين الإسلامي، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلاميّة، التي تنص على أن الطفل المولود في دولة مسلمة وغير معلوم الأب والأم يصبح مسلمًا بالضرورة.
العثور على شنودة في كنيسة
وبدأت قصة الطفل عندما عثرت عليه السيدة آمال ميخائيل، على رضيع عمره يوم واحد في دورة مياه كنيسة العذراء بالزاوية الحمراء، وقررت رعايته بعد استئذان الكاهن المسؤول عن الكنيسة، وتمت تسميته شنودة ونسبه إلى زوجها فاروق فوزي، واستمرا في رعايته واعتبراه نجلهما إلى أن تقدمت إحدى أقارب الأب بالتبني ببلاغ للشرطة.
قررت النيابة تسليم الطفل إلى دار رعاية باعتباره فاقدًا للأهلية وتغيير ديانته إلى الإسلام، وتحويل اسمه إلى يوسف، استنادًا للدستور التي تقر بأن الإسلام هو دين الدولة، وتسببت القضية في شغل الرأي العام وانقسام الأراء حول مصير الطفل، إذ اعتبر بعض المعلقين سواء من المسلمين أو المسيحيين الأمر مسألة دينية بتأييد قرار النيابة أو اعتباره ظالمًا بحق الطفل وأبويه بالتبني.