كتب: هناء سويلم
«المعلم بلبل» هو أشهر أدوار الراقصة هاجر حمدي ، والتي عُرفت بأدوار الإغراء في فترة الأربعينيات والخمسينيات، ومثلت في قرابة 50 فيلمًا، كما لمعت كراقصة «مثقفة».
ولدت الراقصة هاجر حمدي في 10 مارس 1924، اسمها الحقيقي فتحية السيد أحمد النجار، بدأت هاجر عملها كراقصة في شارع عماد الدين، لكن طردتها بديعة مصابني؛ لعدم قدرتها على جلب الزبائن، فذهبت للفنان الكبير يوسف وهبي والذي أهلها للعمل المسرحي، واختار لها اسمها الفني «هاجر حمدي».
عرُف عنها بأنها «مثقفة» ثقفت نفسها بنفسها رغم أنها لم تتلقى تعليمها، ويقال أنها قرأت 1000 كتاب، وتعلمت 4 لغات، وامتلكت مكتبة ضخمة في منزلها، كما عُرف عنها أنها تستطيع إدارة جلسة ثقافية ببراعة.
تزوجت للمرة الأولى من الفنان كمال الشناوي، وأنجبت منه ابنها البكر «محمد»، ولكن بسبب حبها الشديد لكمال وغيرتها عليه، افتعلت الكثير من المشكلات مع زملائها في الوسط الفني، وحصل الطلاق بعدما عادت هاجر للرقص على غير رغبة الشناوي والذي أصر على الطلاق بسبب رقصها في إحدى الحفلات الخيرية.
الراقصة هاجر حمدي
بعد انفصالها عن كمال الشناوي، تزوجت الطبيب محمد فياض وسافرت معه إلى أمريكا لاستكمال دراسته وعاشت معه 5 سنوات، ثم تزوجت من المستشار وجدي عبد الصمد وأنجبت منه ابنها الثاني «رضا»، وتزوجت الإذاعي علي عيسى وأنجبت منه عزة وعمرو.
بعد عودتها من أمريكا أنشأت «بوتيك» باسم «بوتيك هاجر» في منطقة وسط البلد، وتفرغت لإدارته حتى أصبح له عددًا من الفروع على مستوى الجمهورية، وعادت للفن، وظهرت في فيلم «عريس مراتي» بشخصيتها الحقيقية أي صاحبة «بوتيك هاجر».
وفي واقعة حدثت بينها وبين الراقصة تحية كاريوكا، نشرتها الجرائد هو مشاجرة بينهما، تشابكا خلالها وضربتها تحية بـ«الشلوت»، وقذفتها بحذائها لكن لم تصيب هاجر بل أصابت واجهة محل زجاجية.
اعتزلت الراقصة هاجر حمدي الفن في سن 29 عامًا، وأدت فريضة الحج لأول مرة 1975، وعادت مختلفة فقامت بإنشاء مركز إسلامي يضم مستشفى ومدرسة ودار رعاية أيتام، ودار رعاية كبار السن، ودار لتحفيظ القرآن، ومدرسة للمكفوفين، وحرصت على أداء فريضة الحج كل عام، وأوصت ألا يقام عزاء لها أو أربعين أو سنوية، وأن تخرج جنازتها من مسجد السيدة نفيسة.