حكم الأمير إيجور بن روريك،كييف في الفترة من 912 وحتى 945م، اضطر في بداية حكمه اخضاع مختلف القبائل السلافية، وإقامة العلاقات مع قبيلة الرحل البجناك الذين ظهروا في سهوب متاخمة لبلاد الروس.
لم تتوسع الممتلكات الروسية في عهد إيجور لتشمل قبائل كانت تقطن ضفاف نهر الدنيبر والاقاليم المتاخمة لها شرقا وغربا من كلا الجانبين فحسب، بل وشملت أراضي شمال القوقاز وشمال شبه جزيرة القرم جنوبا ونهر فولخوف شمالا.
تم اغتيال «إيجور» في 945م ، بطريقة وحشية ع يد قبيلة تعيش بشرق أوروبا تسمي قبيلة «الدريفليان»، بعدما قاموا بثني شجرتين حتى تقابلاتا وربطوه بينهما،ثم أفلتوا الشجرتين فانشطر جسده نصفين وتناثرت دماؤه.
الأمير ة أولجا
تولت زوجته الأميرة أولجا، الحكم، وصيةً على ابنها سفياتوسلاف الوريث الشرعي البالغ من العمر 3 سنوات، وأرسلت قبيلة الدريفليان أفضل رجالها لاقناعها بالزواج من أميرهم، طمعًا في الحكم والسيطرة علي عرشها وليس هياما بجمالها، لكن استخدمت أولجا ذكائها للانتقام لمقتل زوجها ودفنت هؤلاء الرجال الرسل أحياء، ثم أرسلت رسول من عندها للأمير «مال» زعيم قبيلة الدريفليان لتبلغه أنها وافقت علي الزواج منه وادعت أنها احتجزت أفضل رجاله ليتجولوا بين شعبها بالشوارع تمهيدا لخبر زواجها منه.
الانتقام لمقتل زوجها
كما طلبت أولجا المزيد من رجال الدريفليان الشجعان، وبالفعل وصل رجال الأمير «مال» إلى كييف، الي قلعة الملكة التي رحبت بهم وأكرمتهم ثم حبستهم بقلعتها، وانهت حياتهم بالحرق أحياء، وخططت مهيب لزوجها إيجور، ودعت جنود الدريفليان، وعند وصولهم انقض جنودها علي الدريفليان وذبحوا 5000 جندي من الذين شاركوا في العزاء.
وبهذا قضت «أولجا» علي أفضل رجال «الدريفليان»، وقامت بغزو «الدريفليان» وحاصرتهم، وأثناء الحصار توسلها أهل الدريفليان لتتركهم احياء مقابل إنتاجهم من العسل، وبالفعل قررت العفو عنهم لكن مقابل 3 حمامات من كل منزل، حتي يدوم ذكرها في الدريفليان بما فعلته بأسيادهم بعد قتل «ايجور» زوجها علي يدهم.
وافق أهل «الدريفليان»، واندهش بعضهم من الشرط، ولم يتوقعوا أنه فخ جديد نصبته لهم، فبعد تسليمها الطيور قام جنودها بربط قطعة قماش مشتعلة مغطاة بمادة الكبريت مربوط بخيط طويل في أقدام الطيور وتركتهم ليعودوا لأعشاشهم في بيوت المزارعين بالمدينة لتحرقها بالكامل.
قضت على قبيلة كاملة
وأمرت «أولجا» جنودها بقتل من يحاول الهرب، وبعضهم أصبح عبيدًا لديها، وكتبت «أولجا» أعظم قصة انتقام في التاريخ، بالقضاء علي قبيلة كاملة انتقاما لزوجها الذي عشقته كما تروي صفحات التاريخ.
لم يعرف أحد من أين تنحدر الأميرة أولجا، ولم يهتم ابنها الوريث الشرعي لدى بلوغه سن الرشد بتسيير شؤون الدولة في كييف، حيث ظل منشغلاً بحملات عسكرية خارج البلاد، وبقي الحكم الفعلي في يد أولجا، والتي اشتهرت بحكمتها.
وقع في حبها إمبراطور اليونان وطلب منها الزواج ولكنها لم تعجب بالإمبراطور وتحبه ولم ترغب بالبقاء والعيش في اليونان، واحتالت عليه وقالت له: «انا سوف اتزوجك بعد ان أصبح مسيحية اولا لأنك مسيحي وانا لا ازال وثنية».
اعتنقت أولجا المسيحية في عام 955، وتم تعميدها في القسطنطينية وحملت اسم «يلينا» المسيحي، وكان الإمبراطور أحد آباء المعمدين لذلك قالت له: «أنا ساكون جدا سعيدة إن تزوجتك وأصبحت زوجتك لكن أنت بمثابة أبي الذي عمدني وأنت لا تستطيع أخذ أختك كزوجة لك».