إذاعة القرآن الكريم
إذاعة القرآن الكريم، بوجدان المصريين وصارت جزءًا من يوم ربات البيوت في المنزل، والمسافرين في المواصلات، باعتبارها أقدم إذاعة دينية على مستوى العالم، والتي أُسست منذ 59 عامًا.
ونشأت إذاعة القرآن الكريم في القاهرة، في 25 مارس 1964 بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر، لإذاعة القرآن بصوت الشيخ محمود خليل الحصري عبر موجة قصيرة، ثم بعد ذلك توالت التطورات ليذاع بأصوات كبار المقرئين في العالم العربي والإسلامي، مثل عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل وصديق المنشاوي ومحمد رفعت وغيرهم.
سبب الإنشاء
السبب وراء إنشاء الإذاعة هو ظهور طبعة مذهبة من المصحف في الستينات، ذات ورق فاخر، لكن بها تحريفات في القرآن الكريم ومنه نص الآية: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» وطبعوها مع حذف كلمة «غير» فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تمامًا.
وبعد مشاورات ومداولات وزارة الأوقاف استقرت على تسجيل القرآن الكريم بصوت الشيخ محمود خليل الحصري، وتسجيله على اسطوانات، بهدف حماية القرآن الكريم من التحريف، وأثبتت التجربة نجاحها، فوافق الرئيس جمال عبد الناصر على بدء إرسال «إذاعة القرآن الكريم» في الساعة السادسة صباحًا يوم 25 مارس لسنة 1964م، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا من السادسة حتى الحادية عشرة صباحا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً.
هدف إذاعة القرآن الكريم
حققت الإذاعة الهدف الرئيسي من إنشائها وهو حماية القرآن الكريم من محاولات تحريفه، وأصبح يصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين فى الدول العربية والإسلامية فى آسيا وشمال أفريقيا، وحققت جماهيرية كبيرة على مستوى العالم الإسلامي، وكانت سببا فى تعليم المسلمين أصول الفقة والشريعة الإسلامية.
بعد 9 أشهر من إطلاق الإذاعة حل شهر رمضان الكريم في يناير 1965، وتم الاحتفال بهلال رمضان لأول مرة عبر إذاعة القرآن الكريم، وكانت تلاوة المغرب بصوت القارئ الشيخ محمد رفعت، لما تيسر من سورة يس، وكان البث هو الأول للشيخ محمد رفعت والذي لم يستمع له المصريين من قبل، ومن هنا بدأ ارتباط المصريين بصوت الشيخ محمد رفعت في رمضان منذ ذلك البث.
أول رمضان في إذاعة القرآن الكريم
وكان أول بث إذاعي خارجي لإذاعة القرآن الكريم من فرنسا في ليلة النصف من رمضان، حيث تلاوات الشيخ مصطفى إسماعيل من جامع باريس الكبير، كما نقلت إذاعة القرآن الكريم تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من المسجد الأقصى في ليلة 27 رمضان، وكان لأول رمضان في تاريخ الإذاعة الفضل في دخول البرامج الدينية للإذاعة وأبرز البرامج التي تم إذاعتها في رمضان: «أحسن القصص، في ظلال السُنة، حديث الصيام، في رحاب السيرة العطرة».
وبدأت دول العالم العربي في إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم بعد نجاح الإذاعة في مصر، تصديقًا لقول الحق تبارك وتعالى «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، ويعد من أشهر قراء الإذاعة في مصر: «عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوي، مصطفى إسماعيل، محمود خليل الحصري، محمود علي البنا، محمد رفعت الذي تذاع تسجيلاته في الساعة السابعة صباحا، طه الفشني، عبد الفتاح الطاروطي، محمد الليثي، السيد متولي عبد العال، شعبان عبد العزيز الصياد، محمود على شميس، عبد الوهاب الطنطاوي، محمد محمود الطبلاوي، محمد عبد العزيز حصان»، ومن أشهر برامجها براعم الإيمان بالإضافة إلى برنامج موسوعة الفقه الإسلامي الذي يأتي بعد منتصف الليل بربع ساعة.
وسجلت الإذاعة المصرية مصاحف مرتلة لبعض القراء ومنهم أحمد نعينع، الشحات محمد أنور، محمود صديق المنشاوي وذلك في منتصف الثمانينيات، وتقرر في مايو 1994 استمرار إرسال شبكة القرآن الكريم على مدار الـ 24 ساعة.
المرأة في إذاعة القرآن الكريم
اهتمت إذاعة القرآن الكريم بالمرأة وخصصت لها برامج تعليمية وتثقيفية، مثل: «رأي الدين»، و«فقه المرأة»، و«الموسوعة الفقهية»، و«الأسرة والمجتمع» لعلاج قضاياها الدينية والحياتية على اختلاف مراحلها، وكانت الدكتورة هاجر سعد الدين، أول سيدة تتولى منصب رئيس إذاعة القرآن الكريم.
وأسهمت الإذاعة في إبراز الدور الحضاري والثقافي لمصر، من خلال التصدي لدعوات الغلو والتطرف، والدعوة لتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الإسلامي الحنيف، وتذخر المكتبة الإذاعية لإذاعة القرآن الكريم بكنوز تراثية لتفسير القرآن الكريم وعلومه، وخدمة السُنة النبوية، وبيان الأحكام الفقهية.
واهتمت الإذاعة في تزويد الأطفال بالمعلومات الدينية، من خلال برنامج «براعم الإيمان»، وبرنامج «المصحف المعلم» للأطفال.
وتبث المحطة على تردد (FM 98.2) في القاهرة الكبرى. وعلى تردد (99.6fm) في المحلة الكبرى وعلى (90.1fm) في الإسكندرية وعلى (98.0fm) في مدينة بورسعيد، وعلى القمر الصناعي النايل سات 11766h.