سببان جعلوني أفتقد شغف الكتابة، الأول كان بسبب أبناء مهنتي الحرة وهي الصحافة، والثاني حزني على صديقي العزيز بيومي فؤاد، وما جعلني أكتب هذه الكلمات لكم، هو سؤال يراودني منذ فترة طويلة، وترددت كثيرا قبل أن أمسك قلمي وإبداء في إخراج ما بداخلي لكم، وكان السؤال هو (لماذا ظلمتم بيومي فؤاد؟).
وهذا السؤال موجه لكم كجمهور ولأبناء مهنتي الحرة، ولكن أولا سأبدأ بزملائي وأصدقائي وأساتذتي في مهنة صاحبة الجلالة، هل المواقع الصحفية أصبحت نقمة على المهنة الجليلة؟، لماذا أصبح هدفنا الأول هو الشغل على التريند وليس المضمون، فمنذ أزمة (بيومي وسلام)، أصبحت أقرأ اسم الفنان الأول في أي خبر فني، فبمجرد ذكر اسم الفنان بيومي فؤاد يتحقق أعلى نسب قراءة للخبر، وهنا يشعر زميلي بأنه نجم الموقع أو الجريدة الذي يعمل بها، لأنها على حد فهمة صحب أعلى ترافيك في الموقع، هل هذه هي الصافة يا سادة؟.
وليس هذا فقط ما يحدث، فبمجرد ظهور أي عمل فني مشارك به الفنان بيومي فؤاد في السينما، نجد معظم المواقع المصرية تتابع إيرادات فيلم بيومي فؤاد، وكأنه الفنان الأوحد في العمل، منذ متى ونحن نتابع إيرادات أفلام الفنان بيومي فؤاد، والإجابة هي منذ أزمته مع صديقة الفنان محمد سلام والهدف هو تحقيق أعلى معدل زيارات للموقع أو الجريدة، فنحن للأسف أصبح ما يحركنا هو الزيارات أو الترند وليس المضمون، ومن هنا يجب علينا أن نقف ونضع نقطة نظام لآن هذا الأسلوب لا ينتمي بأي صلة إلى صاحبة الجلالة.
فالله وحدة هو من يعلم النوايا، ورئي الشخصي أن الفنان محمد سلام مخطئ أيضا في تصرفه، فمن منا بلا خطيئة، ومن منا لم يقع في الخطأ سهوا، فالفنان محمد سلام تم إبلاغه بالمسرحية والتعاقد معه دون أن يعلم الجمهور أو الصحفيين أيضا، فكان عليه أن يحترم زملائه والجهة المتعاقدة معه وإبلاغهم بالاعتذار دون الظهور على مواقع التواصل وإحراج زملائه.
وتعالوا معي نفترض بعض الافتراضات، كما افترضتم وظلمتم بيومي فؤاد، فمن الممكن أن يكون الفنان محمد سلام تم فسخ التعاقد معه، فخرج علينا بالفيديو يتحدث عن “قطاع غزة” ويركب موجة الترند، ليصبح بطل في أعين الجمهور ويحرج زملائه والجهة المنتجة للعمل، ومن الممكن أيضا أن يكون سلام قرر أن يتخلى عن هذا العمل ويعتذر عنه لأي ظرف ما، ولكنه أعتذر أمام الجمهور ليصبح نجم تخلى عن لقمة العيش تضامنا مع إخوتنا في غزة، ومن الممكن أيضا أن تكون نية سلام الأساسية هي تصدر الترند لذلك أعتذر عن طريق الفيديو المتسبب في الأزمة، أليس كل هذه الافتراضات ممكنة، من منكم يعلم نية سلام؟… ومن هنا أوجه سؤال لكم من منكم أخذ موقف سلام ولم يذهب إلى عملة تضامنا مع قطاع غزة؟ هل هذه هي البطولة؟، وكما يقول المصرين (أحنا خدامين لقمة العيش) كلمتنا وله هي حلال في مواقف وحرام في مواقف ثانية.
فمن وجهة نظري المتواضعة كان يجب على سلام أن يعتذر عن العمل من خلال مكالمة هاتفية للجهة المنتجة دون أن يفكر بشكل أناني في نفسه فقط ويضع زملائه في موقف الأحراج، فلماذا تركنا سلام ومسكنا في بيومي، فالثاني كان يحاول أن يحافظ على مصدر رزقه، ومن الممكن أو المحتمل أن يكون خانة التعبير ولكن هذا لا يعني أننا نظلمه.
بيومي فؤاد كان سبب في ضحكة معظم المصريين، فهو قدم أكثر من 830 عمل فني سواء كان دراما أو سينما أو مسرح، أليس هذا يشفع له؟، فهو كان سبب في إسعادك أنت وأسرتك وأصدقائي وأقاربك، فهل لم يخطأ أي فنان في أي موقف ما، بالطبع لا فمنهم من خطاء أخطاء لا تغفرها القيم المجتمعية، ولكنكم سامحتوهم وهم الآن نجوم ونجمات على الشاشة، فرسالتي لكل من قام بقراءة هذا المقل (يا بخت من بات مظلوم ومرتش ظالم).